القاهرة ـــ خالد محمود رمضان
تظهّر أمس رسمياً اتجاه “محور الاعتدال”، الذي دشنته وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في القاهرة، خلال اجتماعها مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الست إضافة إلى مصر والأردن، إذ تصدّر حزب الله لائحة الأهداف “لمنعه من التمتع” بمكاسب الانتصار في مواجهة “معسكر السلام”، إضافة إلى دعم الحكومة اللبنانية والرئيس الفلسطيني محمود عباس في مواجهة “حماس”.
وقالت مصادر ديبلوماسية عربية شاركت في الاجتماع، الذي عقد في قصر التحرير التابع لوزارة الخارجية المصرية، إن رايس أبلغت المجتمعين أن الرئيس الأميركي جورج بوش قد يقوم نهاية العام الجاري بجولة على عدد من دول الشرق الأوسط في ضوء نتائج جولتها الحالية.
وفي الشأن اللبناني، دعت رايس، التي تلتقي الرئيس حسني مبارك اليوم، إلى “حرمان حزب الله من التمتع بأية مكاسب سياسية” ناجمة عن العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان. ورأت أن “معسكر السلام في العالم العربي” ليس بحاجة إلى “أصوات التطرف والإرهاب” التي يطلقها البعض، في إشارة إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، من دون تسميته صراحة.
ورأت رايس، المقرر أن تتوجه اليوم إلى إسرائيل، أن “الوقت قد حان للتفكير في طريقة جديدة لتسوية الأمور العالقة في منطقة الشرق الأوسط”، مشيرة إلى أنه سيكون من الخطأ تجاهل استحقاقات المسيرة السلمية.
وحثت وزيرة الخارجية الأميركية المجتمعين على ضرورة التعاطي بإيجابية أكثر مع “ملف الديموقراطية الناشئة في العراق والتعاون لمنع تسلل الإرهابيين عبر الحدود المشتركة لدول الجوار الجغرافي للعراق”. وتجاهلت ورطة الجيش الأميركي في العراق، وقالت إن “القوات الأميركية هناك تتولى الدفاع عن قيم الحرية والديموقراطية التي حرم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين شعبه من ممارستها”.
وأشارت المصادر إلى أن الملفين الإيراني والسوداني هيمنا على محادثات رايس مع وزراء الخارجية العرب الثمانية. وكشفت أن رايس لم تتطرق سوى بإشارة عابرة إلى ملف التغيير والإصلاح في العالم العربي، وهو ما اعتبرته المصادر تراجعاً أميركياً عن تأييد دعاوى التغيير أو دعم الأصوات المطالبة بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية جذرية في الدول الأعضاء في الجامعة العربية.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع رايس، شدد وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط على أن “اجتماع وزراء خارجية ثماني دول عربية مع وزيرة الخارجية الاميركية لا يستهدف قيام تكتل إقليمي ضد أي طرف في المنطقة”. وقال “هذه مجموعة دول تبحث في مساعدة الجانب الفلسطيني وإسرائيل في التوصل إلى تسوية سلمية”. وتابع “ان تلتقي هذه الاطراف من اجل السلام فهذا امر ايجابي”.
ورفض ابو الغيط ما يشاع عن ان الاجتماع استهدف إيجاد وسائل ضغط على حركة حماس في فلسطين أو حزب الله في لبنان. وقال “نحن لا نستهدف اي حزب او طرف”.
وبدورها وصفت رايس الاجتماع بأنه “لقاء اصدقاء وليس تحالفاً جديداً. هذه مجموعة لديها أجوبة عن الكثير من المشاكل المحتدمة في المنطقة. إنها مجموعة تنظر الى الامام وتسعى من اجل السلام”. لكنها شددت على أن الوزراء ناقشوا كيفية مساعدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) والحكومة اللبنانية في وجه كل من حماس وحزب الله.
وأضافت رايس “ناقشنا كيفية تقوية الحكومة اللبنانية ضد الدولة داخل الدولة... وكيفية مساعدة أبو مازن لتأليف حكومة تلتزم مبادئ الرباعية”، مشيرة إلى أن “هذا هو الخيار المطروح أمام حماس”.
وأثارت رايس، خلال المؤتمر الصحافي، قضية الملف النووي الإيراني، معتبرة “ان الوقت ينفد بالنسبة إلى المجتمع الدولي كي يتحرك بخصوص طموحات إيران النووية وأنه قد يفقد صدقيته إذا لم يتحرك”.
وتطرقت رايس إلى إعلان كوريا الشمالية نيتها القيام بتجربة نووية، فقالت إن “الولايات المتحدة ستدرس الخيارات المتاحة إذا ما نفذت بيونغ يانغ تهديداتها بإجراء التجارب”، وأضافت “سيكون ذلك عملاً استفزازياً جداً”.
وفي الشأن المصري، اعتبرت رايس، رداً على سؤال، أن تولي جمال مبارك، ابن الرئيس المصري حسني مبارك، رئاسة مصر “هو أمر يعود للشعب المصري فقط”.
وكانت رايس شنّت من السعودية هجوماً على سوريا لأنها «لا تدعم الأنظمة المعتدلة في المنطقة بل تسهل عملية نقل السلاح الى حزب الله وتدعم الفصائل الإرهابية في فلسطين». وقالت إن «سوريا لديها دور سلبي في المنطقة من خلال تدخلها في الشؤون الداخلية اللبنانية وتهديد استقرار لبنان».