أشاع رئيس المجلس النيابي نبيه بري مناخاً إيجابياً اضافياً وسط توقعات بحركة سياسية “وفاقية” ستنشط خلال الاسبوعين المقبلين، ربما يكون البارز فيها اختراق على جبهة العلاقة بين الحكم والعاصمة السورية. وتوقعت المصادر ان تكون “العيدية” التي تحدث عنها بري هي زيارة مفاجئة يقوم بها هو برفقة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى دمشق في وقت قريب.وفي السياق نفسه تحدث متابعون لحركة الاتصالات هذه ان يكون هناك المزيد من الاتصالات بين القيادة السعودية ومسؤولين لبنانيين عدة. لكن مصدراً دبلوماسياً عربياً معنياً نفى لـ“الأخبار” علمه بوجود برنامج اتصالات من هذا النوع. ولفتت الى ان السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة عاد سريعاً الى بيروت بطلب من الملك الذي يبدو أنه لم يأخذ بتمني بري على خوجة البقاء في المملكة لأيام اضافية لمزيد من المشاروات.
وبينما لم تظهر نتائج حاسمة باتجاه ترتيب لقاء قريب بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والنائب سعد الحريري، كان لافتاً ما أبلغته الى “الاخبار” أوساط رفيعة في “القوات اللبنانية” استناداً الى ما “توافر لديها من معلومات عن مهمة بري في السعودية، وأنه يسعى الى إزالة التشنج الداخلي عبر حل الحد الاقصى بالتوصل الى صيغة يلتقي عليها الأفرقاء المعنيون لإعادة الاستقرار السياسي، وحل الحد الادنى بالمراوحة ولكن بالحؤول دون اي تصعيد في المواقف وخضات. ويرتبط تحركه هذا بثلاث دول مؤثرة على مواقف الافرقاء اللبنانيين: السعودية على تيار المستقبل وحلفائه، وسوريا على الاحزاب والشخصيات الحليفة لها، وإيران على حزب الله”. ولاحظت الاوساط نفسها ان بري عاد بوعد سعودي بالتهدئة. وهو يتجه الى توزّع الادوار بينه وبين الرئيس فؤاد السنيورة لتحقيق هذا الهدف.
وعن موقف “القوات” قالت الاوساط نفسها انه “خلافاً لما يقوله العماد ميشال عون، فإن القوات ترحب بأي دور عربي من اي جهة اتى، أكان المملكة ام سواها، اذا هدف الى المساهمة في التهدئة، وإيجاد حلول تتلاقى مع المصلحة اللبنانية وخيارات فريق 14 آذار”. وان “القوات” لا تزال “تعتبر ملف الرئاسة مفتوحاً بلا مقايضة او ربط بأي استحقاق آخر، وخصوصاً حكومة السنيورة. واذ تسجّل ملاحظات على بعض أداء الحكومة وعلى ثغر فيها، فإن موقفها من الخيارات والتوجهات الوطنية للحكومة الحالية هو ما كانت تنادي به القوات اللبنانية على امتداد 30 عاماً في السيادة والاستقلال والقرار الحر. وتالياً ترفض القوات ربط المسألة الحكومية، مهما يكن السجال من حولها، بالملف الرئاسي”.
كذلك أبدت الاوساط “حماسة القوات للحوار الوطني ولا ترى خياراً سواه شرط بقائه التزاماً جدياً” وان “مشاركة القوات في أي حوار جديد تستند الى شروط ان يبنى على اسس واضحة ووفق جدول اعمال صريح من اجل ان ينجح ويهدف مراميه”.
برودي
على صعيد زيارة رئيس الحكومة الايطالية رومانو برودي ذكرت مصادر متابعة ان السنيورة طلب منه العمل مع المجتمع الدولي لإقناع إسرائيل بتنفيذ كامل للقرار 1701 ووقف كل اشكال الخروق.
أما في المقابل فقد اعربت ايطاليا عن استعدادها لمساعدة لبنان في إعادة الاعمار، وكشف برودي عن خطة ايطالية تقضي بأن يتكفل المجلس البلدي في كل مدينة ايطالية بإعادة اعمار بلدة لبنانية، وبأن تموّل ايطاليا اعاد بناء جسر المديرج.
كذلك نصح برودي السنيورة بإعادة العلاقات مع سوريا الى طبيعتها واستعداده للعمل على الملف، كما اعرب عن استعداده للعمل على حل قضية الاسرى.