أنـان لنشـر «اليونيفيـل» في الغجر وشـبعا... وسليمان يدعـو الجيش «للاسـتعانة بالمقـاومة عند الحاجة»
مجموعة ملفات فرضت نفسها خلال الساعات الماضية، ابرزها ما يتصل بالمساعي السياسية التي يعمل عليها الرئيس نبيه بري الذي يغادر اليوم الى جنيف، قبل ان يعود لتنشيط اتصالات محلية وعربية تخص تسوية سياسية داخلية. ويترافق ذلك مع إعلان مصادر دبلوماسية غربية لـ“الأخبار” ان الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان يعد لاقتراح خاص يفتح باب الحل لمشكلة مزارع شبعا المحتلة، دون القدرة على حسم مسألة الخروق الاسرائيلية المستمرة جنوباً والتي استدعت كلاماً حاسماً لقائد الجيش أمام الجنود المنتشرين على الحدود.
لكن الحدث الأبرز المتوقع هو الاحتفال الذي ينظمه التيار الوطني الحر غداً الأحد لمناسبة الذكرى السنوية لأحداث 13 تشرين، تاريخ إقصاء العماد ميشال عون عن القصر الجمهوري، حيث سيلقي عون كلمة يضمّنها مواقف التيار من المناقشات الجارية وتصوّره للمعالجات المفترض اتباعها. وهو قال امس في حديث لقناة «نيو تي في» إن المناسبة “تحمل الكثير من المعاني للداخل والخارج” وانه “يفخر بأنه لم يسلم بلده طيلة 15 عاماً وربح الرهان في النهاية، وقد باتت شعارات السيادة والحرية والاستقلال التي نادى بها عام 89 تتردد في الكنائس والجوامع عام 2005”.
وعن مساعي الرئيس نبيه بري قال عون: “المهم أن تكون مقبولة منا، كما ان المهم ان يصبح الحل لكل المشاكل لبنانياً” وأعلن عدم ترحيبه “بالتدخل الأميركي والسعودي والفرنسي والمصري وكل الاشكال الأخرى”. وعن النزول الى الشارع قال إن هذا الخيار ليس نهائياً لكنه غير مستبعد، لا قبل رمضان ولا بعده. وعن تحالفه مع حزب الله والنتائج التي ترتبت بعد الحرب قال إن وثيقة التفاهم مهمة للغاية والأكثرية الشعبية لا ترى الامور البعيدة لكنهم سيكتشفون اهمية هذه الوثيقة في مرحلة لاحقة وفي المستقبل.
وعن تفسيره لدعوته الرئيس فؤاد السنيورة «لضبضبة الشنطة والرحيل» قال إنه قصد الكثير من هذه الرسالة فملفات السمسرة والرشى كان مصدرها وزارة المال التي شغلها السنيورة اكثر من غيره طوال السنوات الماضية، وكل الملفات اقترنت بتوقيعه وتوقيع الذي جاء به.
أنان وشبعا الغجر
من جهة ثانية كشفت مصادر دبلوماسية غربية لـ“الأخبار” أن الأمين العام للأمم المتحدة ومساعديه يعملون على إنهاء موضوع الغجر المحتلة خلال أيام قليلة، وأعدوا اقتراحاً تنسحب بموجبه القوات الإسرائيلية من القسم اللبناني على أن يبقى فترة من الوقت تحت وصاية القوات الدولية بمشاركة غير مستقرة لقوات الجيش اللبناني، على أن يصار خلال ستة أشهر الى إيجاد حل لمشكلة مزارع شبعا بالطريقة نفسها بما يتيح ترسيم الحدود بشكل نهائي بين لبنان وإسرائيل ويقفل ملف النزاعات الحدودية، وان فريق الأمم المتحدة يحاول التوصل في هذه الاثناء الى اتفاق مع اسرائيل على موضوع الخروق الجوية، حيث تريد اسرائيل ضمانات من القوات الدولية بأن لا يقوم حزب الله باستعدادات أو نقل معدات وأسلحة. وتحاول فرنسا، ومعها ألمانيا، الحصول على تأييد لبنان لتعديل في قرار الأمم المتحدة يتيح استخدام حاملة طائرات لتوفير مظلة حماية جوية للبنان مقابل تولي مسح يومي للأجواء، ما يعني ان الطائرت الفرنسية تقوم بالمهمة نفسها التي تقوم بها الطائرات الاسرائيلية الآن.
خيمة عين إبل
وفي السياق نفسه، ذكرت مصادر عسكرية أن قائد الجيش العماد ميشال سليمان أمضى ليلتين مع الجنود في خيمة نصبتها وحدات الجيش قرب عين ابل في المنطقة الحدودية الغربية، وهو تفقد معظم الوحدات المنتشرة على طول الحدود وعقد سلسلة اجتماعات مع الضباط والعسكريين وتحدث معهم عن مهماتهم الجديدة.
وقال قائد الجيش مخاطباً قواته: “اعلموا أنكم هنا ليس لمشاهدة ما يحصل، وان كل خرق تقوم بها قوات الاحتلال يجب التصدي له بالقوة اللازمة، وبما لديكم من اسلحة، وإذا شعرتم بحاجة الى اسلحة اخرى فنحن نعمل على توفيرها، وحتى لو احتجتم الى صواريخ المقاومة فسوف نوفرها لكم وتعاونوا مع المقاومين حيث يجب. وأنا اريد منكم ان لا تقلوا حماسة وبطولة عن حماسة إخوانكم المقاومين الذين انتصروا على العدو”. وأكد على ضرورة اتخاذ كل الاجراءات التي توفر هذه المهمة وقال: “سآتي في المرة المقبلة لأجد التحصينات والخنادق والدشم التي يجب إقامتها لجيش يقف على حدود بلد عدو وهو في حال حرب معه”.
وقد تلقى قائد الجيش اتصالات من مرجعيات رسمية حيّته على هذا الموقف وقال له احد المراجع “إن خيمة عين ابل هذه باتت خيمة لحماية الجنوب كله”.
علاجات بري الداخلية
أما على صعيد علاجات رئيس المجلس الداخلية، فهي شهدت امس خطوة اضافية في سياق تنفيس الاحتقان في بيروت من خلال مأدبة إفطار أقامتها حركة امل في بيروت على شرف كوادر من تيار “المستقبل” في العاصمة بالتفاهم بين بري والنائب سعد الحريري. وألقيت خلالها كلمات تعبّر عن الرغبة في عدم العودة الى “زعرنات الشارع” بين جمهور الفريقين.
وفي ما خص ملف منطقة التعمير القريبة من مخيم عين الحلوة في صيدا، سوف يعقد اليوم اجتماع في عين التينة بين ممثلين عن كل القوى اللبنانية والفلسطينية المعنية بدعوة من الرئيس بري الذي لن يحضر الاجتماع. وقد حصلت اتصالات بالقيادات المعنية ولا سيما مع النائبين اسامة سعد وبهية الحريري وبمشاركة الرئيس السنيورة، هدفها الخروج ببيان عن الاجتماع يناشد الدولة اتخاذ الخطوات الامنية المطلوبة لوضع هذه المنطقة تحت مظلة الشرعية، وأن يصار على اثر هذا البيان الى إرسال قوى عسكرية من الجيش وقوى الامن الداخلي الى تلك الأحياء ومنع المظاهر المسلحة.