strong>عـون: حكومـة وحـدة وطنيـة تليهـا انتخابـات نيابيـة فرئاسيـة وسـلاح المقـاومة يُحـلّ بالحـوار
أقفل العماد ميشال عون الباب على جولة أولى من المنازلات السياسية بين المعارضة الحكم. وفتح الباب أمام قيام جبهة سياسية معارضة تجمعه مع كل خصوم السلطة الحالية بمن فيهم القوى الموجودة الآن في الحكومة، كما أقفل الحشد الذي استبدل ساحة المهرجان بالشوارع ولم تسعه، الباب أمام محاولات جديدة لخطف التمثيل المسيحي وجره الى حيث لا يريد، ما سهل للعماد عون إطلاق برنامج عمل سياسي يصلح بياناً وزارياً لحكومة وفاق وطني لا يبدو أن هناك مجالاً لتجنبها إذا كان اللبنانيون جميعاً يريدون تجنب ازمة سياسية تطيح البلاد.
ومع ان البعض وجد في خطاب عون برنامج حكم رئاسياً تناول كل الملفات اللبنانية الداخلية والخارجية السورية والفلسطينية والإسرائيلية، الا ان السجال الداخلي سوف يأخذ في الحسبان من الآن فصاعداً قوة التحالف الشعبي والسياسي الذي يجمع أكبر قوتين في البلاد تتمثلان في التيار الوطني الحر وحزب الله. علماً بأن الحدث جاء في سياق مساعي التهدئة المستمرة على أكثر من صعيد. وكان من خطواتها الزيارة التي قام بها الرئيس فؤاد السينورة الى السعودية واللقاء مع الملك السعودي عبد الله. بينما كانت بيروت على موعد مع حادث أمني “مريب” تمثل بإطلاق قذائف على وسط العاصمة، بعد جريمة الرمل العالي وإطلاق قذيفة على ثكنة الحلو التابعة لقوى الأمن الداخلي.
عون
وفي مؤتمر صحافي امس استعاض به المهرجان الشعبي الذي كان قد دعا إليه في ذكرى اجتياح الجيش السوري المناطق المسيحية وإخراجه من قصر بعبدا في 13 تشرين الأول 1990، اطلق العماد عون جملة مواقف في خطاب اتسم بتصعيد الحملة على حكومة الرئيس السنيورة. فأكد أنها منبثقة من «اكثرية وهمية تشرعن اللامبالاة وتعيث في البلاد فساداً وتسخّر أموال الدولة والشعب، وانها أعادت البلاد الى سياسة المحاور».
وحذر عون الغالبية من إضاعة «آخر فرصة متاحة لبناء الوطن». ودعا الى تغيير يقوم اولاً على قيام حكومة اتحاد وطني تعد قانوناً جديداً لانتخابات نيابية مبكرة يليها انتخاب رئيس جديد للجمهورية فتشكيل حكومة جديدة وفق الدستور».
وأجرى عون مراجعة للوضع خلال السنوات الـ15 الماضية، ولاحظ أن الحكومة تفتقد بتكوينها «شمولية تمثيل اللبنانيين، ولا توحي بالطمأنينة، وذات صبغة فئوية»، ورد على من حذر من الفراغ في حال استقالة الحكومة، فاعتبر أن الفراغ قائم في ظلها، وحمّلها مسؤولية «أي تطور سلبي قد تشهده البلاد».
وشدد على ان «ما حققه اللبنانيون عبر مقاومتهم هو انتصار حقيقي أعاد الاعتبار الى القضية اللبنانية بحيث لم يعد لبنان جائزة ترضية ولا ساحة او ممراً سهلاً للمؤامرات والتسويات على حسابه». واعتبر ان «سلاح المقاومة هو للدفاع عن لبنان، وموقت، ينتهي بإقامة الدولة القادرة والعادلة».
ودعا عون الى علاقات لبنانية ـــ سورية صحيحة وطبيعية، رافضاً أشكال الوصاية، وإلى تثبيت مزارع شبعا وترسيم الحدود بين البلدين وكشف مصير اللبنانيين المعتقلين في سوريا.
الوضع الأمني
من جهة ثانية وفي ضوء ما خلفته قذائف «الإينرغا» في ساحة رياض الصلح دُعي مجلس الأمن المركزي الى اجتماع استثنائي صباح اليوم للبحث في التحقيقات الأولية وتبادل المعلومات، كما توزيع الادوار بين الاجهزة الامنية «تماشياً مع التحول الذي طرأ على الاهداف المحتملة لحملة التفجيرات الجديدة» كما قال مصدر امني رفيع للـ«الأخبار» ليل امس، اوضح ان قوى الامن الداخلي نفذت منذ ليل امس خطة انتشار جديدة معدلة الى جانب الجيش اللبناني في مناطق وصفتها «بالحساسة» ويبدو أنها على لائحة «الاعتداءات المرتقبة»، بعدما اقتربت هذه الاعتداءات من «أكبر مؤسستين دستوريتين هما المجلس النيابي ورئاسة الحكومة» في اشارة الى استهداف ساحة رياض الصلح فجر امس.
وقال المصدر رداً على سؤال يتصل بمعرفة هوية مطلقي القذائف: «لم نصل الى الطرف او الاسم لكن الجهة حددت، والشغل ماشي». وأضاف: «دون شك هناك مشروع كبير يستهدف امن البلد، وكان اصحابه يعتقدون أنه ممكن، لكنه بدا كأنه يلفظ انفاسه الاخيرة».