دمشق ــ خليل صويلح
أطلقت السلطات السورية، مساء أمس، سراح الناشط في مؤسسات المجتمع المدني في سوريا، ميشال كيلو، بعد أكثر من خمسة أشهر من اعتقاله على خلفية توقيعه بيان «بيروت ـــ دمشق»، والذي طالب فيه نحو 274 مثقفاً سورياً ولبنانياً بـ«التصحيح الجذري للعلاقات بين سوريا ولبنان»، بينهم المراقب العام لـ«الإخوان المسلمين» علي صدر الدين البيانوني.
وأعلنت «المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان» في سوريا أن قاضي الإحالة في القصر العدلي في دمشق وافق على إخلاء سبيل كيلو، الذي اعتقل في 14 أيار الماضي، وذلك بكفالة نقدية رمزية قدرها ألف ليرة سورية، على أن يحاكم طليقاً في القضاء العادي، لا القضاء الاستثنائي.
ورغم أن خبر إطلاق الكاتب السوري ورئيس مركز الدفاع عن الصحافة وحرية التعبير «حريات»، تم إعلانه عصر أمس، إلا أن كيلو لم يصل منزله حتى ساعة متأخرة من مساء أمس، بسبب إجراءات قانونية تحتم تسليمه أولاً إلى «فرع» أمن الدولة، وهو الجهة التي اعتقلته، حسبما أفاد محاميه مهند الحفني، «الأخبار».
وقال المحامي، الذي زار الكاتب المعتقل، قبل أيام، في سجن دمشق المركزي، إنه «رجل حديدي وقوي الشكيمة وقد أفادته هذه التجربة بأن تعرّف عن كثب إلى أنماط أخرى من المساجين، بعدما وضع في مهجع لأصحاب الجرائم الجنائية، حتى إنه كان يصوم معهم»، مشيرا الى أن كيلو «الذي كان يزن نحو117 كيلوغراماً قد فقد 15 كيلوغراماً».
وقالت شذا كيلو، ابنة الكاتب السوري، لوكالة «فرانس برس»، «لم يطلق سراح والدي حتى الآن بسبب عدم وصول إخلاء السبيل الى سجن عدرا ولوجوده في ديوان المحامي العام في دمشق». أضافت إنه من المتوقع إطلاق سراحه بعد غد الأحد بسبب العطل الرسمية في سوريا اليوم وغدا.
تجدر الإشارة إلى أن كيلو كان قد اعتقل عام 1980، لمدة سنتين وثلاثة أشهر، بسبب انتمائه إلى «الحزب الشيوعي السوري»، وسافر بعدئذ إلى باريس لينخرط في قضايا فكرية. لكنه عاد إلى ساحة السجال في مطلع عام 2000، مع انطلاقة ما سمي «ربيع دمشق»، مراهناً على برنامج الإصلاح والتطوير الذي أعلنه الرئيس السوري بشار الأسد.
ويوصف ميشال كيلو عادة بأنه مثقف معتدل، ويرى فيه البعض الآخر «رجل الحوار والتوافقات»، لكنه في كل الأحوال يبقى مثالاً للمثقف العضوي، في انخراطه في الشأن العام، من موقع وطني، من دون أن يتخلى في كتاباته عن حدة نقدية واضحة، وخاصة في ما يتعلق بقضايا أساسية ظل يدافع عنها، مثل الحريات العامة والديموقراطية واحترام حقوق الإنسان.