زياد الرحبانيأخي المواطن، هناك في العالم كلاب بوليسية وهناك أيضا "بوليسية" كلاب. أنت عادةً ودونما إنتباه، ينحصر كرهك والرعب بالكلاب وتنسى "البوليسية"... إنَّ هؤلاء "البوليسية" هُم من درَّبَها وأدمنها على الشائن والعدائي والإفترائي، على المخدِّر والمُخَدَّر والمنكر والهواش الجمهوري الجهوري، حتى أصبحت تيك الكلاب، فور ما تُسيَّر، تهرع بشراسة فائقة وكلٌّ بحسب حالة إدمانه للبحث عمّا أُعيدَ حَجبُهُ عنه. إن جهازه العصبي ــ الجسدي يعاني في هذه اللحظة عوارض الادمان الشديد لذا تراه يَثِب، يهرول، يهتاج طبعاً، وهل سيمارس رياضة المشي السريع على المنارة؟! العوذ بالله! والبوالسة مربوطون بالكلاب ويلحقونها، تدخل في حقل دبق وعريش، يدخلون وراءها، تنزل في بئر وحول، ينزلون وراءها، تنبطح أمام مجرور... طبعاً! يعني وهل تراهن على الكلاب مهما نَبَغَت؟ انها تبحث عن الحقيقة بغريزة الشم حصراً. إنَّ رائحة سندويش سجق ساخن يا "مخايل"، قريب من ساحة الجريمة، قد يشوش عليها وعلى "الحقيقة". أساساً، يهرعُ شخصان فوراً للهرب بسرعة بنفسجية كُلٌّ باتجاه بعدما هاش عليهما جديًا كلبٌ مدرّبٌ. هل فهم أحدكم يوما على أي اساس يختار الكلب الشخص الذي قرر مطاردته؟ لا يمكن! ربما لأنه لا يستطيع الركض باتجاهين؟ صحيح، لكنه كيف اختار الاتجاه الذي اختاره؟ ما المعطيات؟! هل اختار الأبطأ في الركض؟ إذن فهو اعتمد الغريزة لا الأدلة ولا الحنكة وسيصل إليه والبوالسة من ورائه سيقبضون على روحه وسيحتفي البوالسة والكلب طبعاً (كونه صاحب العيد) بفسحةٍ من التنتيش والعَض واللبط وروح المسؤولية احتفالا بخيوط "الحقيقة" الاولى. يأتي دور "الحمض النووي" ليُكَذِب أدلة خيرة كلاب النخبة، فما العمل؟ لاشيء... كل شيء هادئ وطبيعي. قدً يَتَبَرّز الكلب لا إرادياً، والبوالسة يطمّون.
ملاحظة: يُفَضَّل أثناء عملية الطَّم، ألّا يُسَلِّموا أية أدلة "أخرى" عن "الحقيقة"... هذا ما يحدث.