غزة ــ رائد لافي، القاهرة ــ الأخبار
سعت إسرائيل إلى إحباط ملامح الليونة في جدار الأزمة الداخلية الفلسطينية والحديث عن حوار موسع مرتقب في القاهرة برعاية سورية مصرية، عبر تسريب أنباء عن إبلاغها الرئيس الفلسطيني محمود عباس نيتها اغتيال قادة سياسيين في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على رأسهم رئيس الوزراء إسماعيل هنية.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أمس عن مصادر إسرائيلية مطلعة قولها إن الحكومة الاسرائيلية أبلغت عباس نيتها تنفيذ عمليات اغتيال واسعة بحق قادة وزعماء حركة «حماس»، وعلى رأسهم هنية.
وأوضحت المصادر نفسها أن وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس عقد اجتماعاً مع بعض القادة في الجيش الإسرائيلي وأعد قائمة بقيادات حماس الذين سينفذ بحقهم الاغتيال، وهم إسماعيل هنية ووزير الداخلية سعيد صيام ووزير الخارجية محمود الزهار ووزير الإعلام يوسف رزقه وبعض القادة في الجناح العسكري لحركة «حماس» وغيرها من الفصائل والتنظيمات الفلسطينية.
وقالت المصادر إن «الحكومة الإسرائيلية ستقوم بذلك بعد تقارير استخبارية أوردها جهاز الشاباك الإسرائيلي تفيد أن بعض الفصائل الفلسطينية المقاومة، على رأسها حركة حماس وجناحها العسكري، سيستأنف العمليات الفدائية في قلب إسرائيل».
وأوضحت المصادر أن الحكومة الإسرائيلية وجهت تحذيرات شديدة اللهجة عبر بعض الجهات الإقليمية والدولية إلى قادة حركة حماس بأن «القوات الإسرائيلية ستقوم باغتيال قادة سياسيين إذا شنت الحركة هجمات داخل العمق الإسرائيلي».
وفي سياق متصل، أبدت مصادر فلسطينية تخوفها من تأزّم الوضع مرة أخرى إذا استأنفت إسرائيل عمليات الاغتيال بحق القادة الفلسطينيين وعودة الوضع الفلسطيني إلى المربع الأول.
وجاءت قائمة الاغتيالات الإسرائيلية مع أول اتصال بين عباس وهنية منذ أكثر من شهر، إذ أعلن مصدر مطلع أن الرئيس الفلسطيني أجرى اتصالاً هاتفياً برئيس وزرائه بحثا خلاله سبل تهدئة الأجواء على الساحة وتأليف حكومة الوحدة الوطنية.
وأشار المصدر إلى أن “الاتصال جرى خلال اجتماع عقده عباس في مقر الرئاسة في رام الله مع أربعة من وزراء الحكومة الفلسطينية”. ونقلت وكالة أنباء “رمتان” عن الوزراء قولهم إن “عباس بحث مع هنية ما يشاع من أخبار تناقلتها بعض وسائل الإعلام بشأن نية بعض منتسبي الأجهزة الأمنية ومسلحين من حركة فتح القيام بخطوات تصعيدية وانقلابية من شأنها زعزعة النظام والاستقرار”.
في غضون ذلك، كشف أحمد يوسف، المستشار السياسي لهنية، عن حوار موسع بين مؤسستي الرئاسة والحكومة سيعقد في غضون الأيام القليلة المقبلة في القاهرة برعاية مصرية سورية مشتركة، بهدف تقريب وجهات النظر بين قطبي الحكم الفلسطيني. وقال «إن الهدف الرئيس من الحوار وضع النقاط على الحروف، والتوصل الى اتفاق سريع على تأليف حكومة الوحدة الوطنية باعتبارها الخيار المجمع عليه الآن من كل القوى والفصائل الفلسطينية».
وفي القاهرة، قالت مصادر مصرية مسؤولة لـ“الأخبار” إن السلطات المصرية تسعى إلى مشاركة سوريا وممثلين عن الاتحاد الأوروبي في محادثات فلسطينية ــ فلسطينية يفترض أن تجرى الأسبوع المقبل على هامش زيارة رئيس المكتب السياسي لـ“حماس” خالد مشعل إلى القاهرة.
وأشارت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إلى أن سوريا رحبت بحضور هذه المحادثات. وألمحت إلى أن تنظيمات فلسطينية غير “حماس” و“فتح”، مثل حركة “الجهاد الإسلامي” قد تشارك فى هذه المحادثات التي ستعقد خارج القاهرة بعيداً عن وسائل الإعلام لضمان نجاحها وعدم تسريب مضمونها.
وتقول مصادر مصرية وفلسطينية إنه إذا فشلت زيارة مشعل إلى القاهرة فإن الرئيس الفلسطيني سيدرس جدياً إمكان اتخاذ القرار بحل الحكومة الحالية وتكليف شخصية مستقلة تأليف حكومة جديدة لا تشارك فيها “حماس” بنسبة كبيرة.