زلّةُ حياة
قضيتُ حياتي أقرأُ الجزيرةَ،
ولم أعثر على الكنزِ.
هو،
لم يقرأ شيئاً.
غير أنّهُ عثرَ، بأقلّ التّكاليفِ، على الكنزِ،
فاشترى الجزيرةَ،
وقرّاءَ «الجزيرةِ والكنز»!.

الشّاعر

جائعاً،
أطبخُ أوهامي،
على نارٍ هادئةٍ، 
لا تهدأ:
هيَ ما أحتاجُ،
عندما أشبعُ.

صراعٌ طبقيّ

في المقهى الفخمِ،
ذي الحديقةِ المكيّفةِ،
نادلٌ ظريفٌ
وحرفاءُ أظرفُ.
أخذتُ كرسيّاً من البلاستيكِ المُقوّى،
وجلستُ،
سعيداً، تقريباً.
غير أنّ نفسي،
نفسي الأمّارة بالسّوءِ، تلكَ...
بقيتْ واقفةً!.

شخصيّة ثروةٌ

أيُّها الجَدُّ اليائسُ منْ قيدِ الرّغبةِ
ما تزالُ الحياةُ ضيقةً
كسروالٍ مبلُولٍ،
وما زلتُ
أيُّها الجدُّ:
الجُزُرُ، لا تلغِي البحرَ
الخيانةُ، لا تلغِي المرأةَ
فعلّمني الصّيْدَ
لكَ السّمكُ.
ولي – دونكَ
حرّيةُ الغرقِ في البحر.

بلا شيءٍ، تقريباً

أحياناً،
أضعُ النقطةَ بنباهةِ تلميذٍ ناجح
فلاَ أعودُ إلى السّطرِ
سالماً.
أحياناً أخرى،
أخلِطُ بين نقيضيْنِ:
أنا،و«يوسف/خ».
ذات مرّة، بلّلتُ أحدَهما بالنِّفطِ،
فالتهبَ الآخرُ
قبلَ ذلكَ بطويلٍ،
كنتُ لي بئراً
وكسولاً جداً، لا أُحبُّ الوقوفَ إلا ..
جالساً.
... وهكذا، أُغلقتُ عليَّ السّوقَ
في انتظارِ منْ يشتريني،
مجاناً...
فأنا، بعينينِ،
أكثرَ ممّا يجبُ
وبأحلامِ يقظةٍ، تتناومُ:
يدِي في يدي،
أصلُحُ. أصلُحُ لأشياءَ كثيرة.

مِعْطفٌ انكليزي

منَ الثلاّجةِ المُعطّلةِ،
أخذتُ كتاباً،
يُحشْرجُ
منَ المكتبةِ،
جعةً باردةً
تبوّلَها الكريمُ، هنري ميلّر.
ومنْ حماقاتي،
فواكهَ ذهنيةً
لا تجفُّ.
إلى يميني، دعوتُ زوجتي الشابّةَ
تلعبُ بي، إلى يساري المعتدلِ،
طفلَنا، يلعبُ بنا
قبلهما، شجّرت شمسيّةً خضراءَ
في زاوية من صالة البيت:
(كانت الشمسُ في التلفزيونِ
أمّا التلفزيونُ،
ففي الظهيرةِ تماماً...).

حادثُ طريقٍ

لا أنصحُ أحداً، بالحياةِ.
لا أنصحُ،
بالموتِ أيضاً.
ربّما...
بحماقاتٍ شخصيّةٍ جداً.
بأوهامٍ أقلَّ، على الطّريقِ السّريعةِ،
بين حياةٍ واقفةٍ،
تتبرّجُ.
وموتٍ مُهتاجٍ،
ينتظرُ.
* شاعرٌ سابق، تونس