strong>بــري يبيـت الليـلة في المجلـس وعــون يطـالب بتحـرّك فــوري لمجلـس الأمــن
يبدأ اليوم اعتصام مفتوح بـ«دوام كامل» في مجلس النواب دعا إليه الرئيس نبيه بري احتجاجاً على استمرار الحصار الإسرائيلي البحري والبري والجوي المضروب على لبنان. وينتظر أن يشارك في هذا الإضراب ما يزيد على 95 نائباً باستثناء أقطاب الكتل البرلمانية كالرئيس العماد ميشال عون ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ورئيس الغالبية النائب سعد الحريري لأسباب أمنية كما رشح، ما لم يطرأ ما يحملهم على تزخيم تظاهرة غير مسبوقة في تاريخ المجلس عدا ما يشبه اعتصام النواب في البرلمان في 22 تشرين الثاني 1943 احتجاجاً على اعتقال سلطات الانتداب أركان الحكم اللبناني. إلا أن اعتصام بري، وقد أطلقه الخميس في ذكرى اختفاء الإمام موسى الصدر، يستعيد اعتصام الصدر في الكلية العاملية عام 1975 احتجاجاً على الحرب اللبنانية.
وأكد بري لـ«الأخبار» ليل امس أن الاعتصام مفتوح إلى أن يفك الحصار الإسرائيلي عن لبنان. وهو إذ رأى أن الحصار «ليس ضد لبنان ولا ضد مطاره ومرافئه فحسب، بل ضد القرار 1701 الذي اصدره مجلس الامن»، لفت إلى «خطوات تصعيدية مرتقبة هي قيد الدرس». وأوضح رئيس المجلس أنه تبلغ من الكتل والنواب المستقلين مشاركتهم في الاعتصام، إلى وزراء نواب، من غير ان يستبعد مشاركة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة فيه.
ورداً على معلومات كانت تردّدت في الساعات المنصرمة عن إمكان فك الحصار، قال بري إنه دعا الحكومة اللبنانية والعرب الى كسر الحصار بالقوة، معتبراً أن أي خطوة في هذا الصدد تقدم عليها أي دولة عربية «ينبغي ألا تقترن بطلب إذن من إسرائيل بالسماح بهبوط طائراتها».
وكشف بري أنه في صدد «تنظيم مناوبة» للاعتصام بحيث يشارك فيه النواب جميعاً في النهار، ويُدعى عشرة نواب أو أقل إلى الاعتصام ليلاً. وهو طلب لهذه الغاية عشرة فرش لمبيت المناوبين. وقال بري: «أنا سأنام في المجلس في الليلة الاولى من الاعتصام. الاعتصام هو صرخة رفض لاستمرار الحصار على كل الشعب اللبناني».
وتحدث بري عن اتصالات تلقاها من مسؤولين برلمانيين عرب أبرزهم من رئيس الاتحاد البرلماني العربي وأمينه العام اللذين أبديا تضامنهما مع لبنان واستعدادهما للمجيء إلى بيروت مطلع الأسبوع المقبل.
وإذ أوضحت الكتل البرلمانية الرئيسية في المجلس مشاركتها في الاعتصام ككتلتي بري و«حزب الله» (بأعضائهما جميعاً) وكتلة «المستقبل» و«اللقاء الديموقراطي» وكتلة نواب «القوات اللبنانية» (يمثلها النائب جورج عدوان) وكتلة النواب الكتائب ومعظم النواب المستقلين، فإن لزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون موقفاً متمايزاً حيال الاعتصام مع أن نواباً من تكتله سيشاركون في الاعتصام المفتوح. وهو أبرز لـ«الأخبار» مأخذه على هذه الخطوة التي يعتبرها «غير مجدية»، وأضاف انه كان يفضّل «دعوة مجلس الأمن إلى الانعقاد للنظر في الحصار الاسرائيلي للبنان الذي يُعد انتهاكاً صارخاً للبند الاول من القرار 1701 الذي يدعو إلى وقف الأعمال العدائية».
ولاحظ عون أن الحصار «يعبّر عن عمل عدواني لا تقل آثاره سوءاً عن القصف والتدمير يقتضي تحرّكاً فورياً لمجلس الأمن لمواجهة هذا الانتهاك الصارخ للقرار 1701، إضافة الى استمرار الاحتلال الاسرائيلي في الجنوب». إلا أنه حمّل ايضاً الحكومة اللبنانية مسؤولية التقصير منذ اليوم الاول في مواجهة هذا الامر مطالباً باللجوء الى المرجعية التي تحمينا وتحافظ على حقوقنا. وقال عون: «كل ما يهم هذه الحكومة هو نزع سلاح حزب الله».
عودة السنيورة
في موازاة ذلك عاد الى بيروت بعد ظهر امس رئيس الحكومة والوفد المرافق بعد مشاركته في المؤتمر الذي عقد في استوكهولم لمساعدة لبنان. وأعلن مساءً عن اتصال أجراه السنيورة بوزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، وأبلغها ان استمرار الحصار الاسرائيلي على لبنان «لم يعد مقبولاً». وكان قد تلقى اتصالاً من الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي أطلعه على نتائج اجتماعه بالرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، وتناول البحث موضوعي ضبط المعابر البرية والبحرية والجوية وتحقيق الانسحاب الاسرائيلي بالتوازي مع انتشار القوة الدولية في الجنوب.
وتلقى السنيورة مكالمة هاتفية من نظيره الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو الذي أبلغه قرار مجلس الوزراء الاسباني إرسال 1100 جندي للمشاركة في القوة الدولية في جنوب لبنان. وأحيل القرار على مجلس النواب على ان تنطلق في 10 ايلول الدفعة الاولى من رجال مشاة البحرية الاسبانية نحو الشواطئ اللبنانية. وأثار السنيورة معه استمرار الحصار الاسرائيلي واحتلال أراض لبنانية في الجنوب.
أما على صعيد مصير استمرار الحصار الاسرائيلي، فإن مصادر معنية بقطاع الطيران استبعدت أن تحمل الأيام المقبلة مفاجآت تؤدي الى فك الحصار الجوي خصوصاً. وقالت لـ«الأخبار»: ان ما تردد عن رحلة للطيران القطري الى بيروت مباشرة لم يكن دقيقاً، بل ما حصل ان الشركة طرحت في أسواقها قبل أسبوع بيع بطاقات سفر لرحلة كانت متوقعة على أمل نجاح مساعي الأمين العام للأمم المتحدة لرفع الحصار. وقالت إن من المستحيل لإسرائيل التعرض لطائرة مدنية تخرق الحصار بقصفها مباشرة، وانها قد تقدم على رش زيوت ومواد أخرى تحدث مثل رغوة صابون على المدارج للحؤول دون استخدامها. وكشفت ان الخطوط الجوية الفرنسية طرحت للبيع للمرة الثانية منذ وقف العمليات العسكرية في 14 آب الماضي بطاقات لرحلة الى بيروت في 6 أيلول الجاري، كذلك فعلت شركة طيران الشرق الأوسط التي طرحت رحلة مماثلة في 11 أيلول.
لافروف في بيروت
واستمراراً للحركة الديبلوماسية النشطة حيال لبنان أعلن أمس في موسكو عن زيارة يقوم بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى لبنان وسوريا وإسرائيل والأراضي الفلسطينية في السابع من أيلول الجاري والثامن منه. وقال بيان رسمي وزعته وكالة «إيتار تاس» الرسمية ان البحث سيتناول «الوضع المحيط بلبنان في إطار بدء العمل بتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701».