strong>إســرائيل تريــد المسـاعدة لا الوسـاطة وحـزب الله يشـترط الانســحاب الكامـل وفـك الحصــار أولاًفي تطور هو الأول من نوعه منذ أسر حزب الله الجنديين الاسرائيليين في الجنوب قبل نحو سبعة اسابيع، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان امس ان اسرائيل وحزب الله وافقا على قيام الأمم المتحدة بوساطة لتبادل الاسرى بين الطرفين.
ومع ان انان بدا متفائلاً بمهمته الا ان أوساطاً مطلعة على هذا الملف، استبعدت التوصل سريعاً الى توافق على ملف تفاوضي كامل، نظراً إلى وجود مشكلات كبيرة في إسرائيل، برغم حماسة إيهود أولمرت للتوصل الى نتيجة تعزز مكانته السياسية داخل اسرائيل، بينما يرفض حزب الله المباشرة بأي مفاوضات قبل اكتمال الانسحاب الاسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية وفك الحصار المفروض على لبنان بحراً وبراً وجواً.
وإذ إعلن في اسرائيل انه لم تحصل موافقة تامة على هذا الامر، قال مصدر بارز في حزب الله لـ«الاخبار» إن الحزب لا يمانع قيام أنان بهذه الوساطة إذا حصل على تفويض كامل من اسرائيل بإدارة مفاوضات غير مباشرة لتأمين التبادل.
وقال أنان في مؤتمر صحافي عقده في السعودية عن الموضوع «لا اريد ان اتطرق الى المسألة وكأن هناك اتفاقاً، الا انني اريد ان اقول ان الطرفين وافقا على جهود الامين العام للأمم المتحدة للمساعدة على حل هذه المسألة».
ورداً على سؤال عن معلومات عن «مفاوضات محتملة لإطلاق سراح الجنديين الاسرائيليين الأسيرين» لدى حزب الله، قال انان «اريد ان اعمل مع الطرفين وأريد اختيار شخص للعمل مع الطرفين بهدوء وبعيداً عن الاضواء للتوصل الى حل».
وأضاف انان الذي يجول في المنطقة لتعزيز الهدنة القائمة في لبنان «لن أعطيكم اسم هذا الشخص لا اليوم ولا غداً لأنني اريده ان يتمكن من العمل بعيداً عن الانظار». وتابع انان «الشيء الوحيد الذي أصر عليه اذا كنت سأستخدم مساعيّ الحميدة هو ان يسمّى الوسيط بتكتم. لا بد من وسيط قادر على العمل مع الطرفين».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية مارك ريغيف إن موقف اسرائيل الرسمي ما زال يتمثل في أنها لن تدخل في أي مفاوضات لتحرير الجنديين. وأضاف ان اسرائيل طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان المساعدة في إطلاق سراح الجنديين الاسرائيليين اللذين أسرهما حزب الله لا الوساطة في مفاوضات لتحريرهما. وقال المسؤول الاسرائيلي «لا حاجة الى وسيط». وأضاف «يكفل قرار الأمم المتحدة الافراج عن الجنديين دون شروط. الامين العام للأمم المتحدة سيساعد ولن يتوسط».
الوسيط الدولي
وعلمت “الأخبار” أن أنان سوف يكلف مساعده للمهمات الخاصة (وهو المكلف رسمياً حوار الحضارات) الإيطالي جيامينيكو دي بيكو متابعة الملف. وسبق للأخير ان شارك في القسم الاول من المفاوضات بين إسرائيل وحزب الله التي جرت بعد أسر الحزب ثلاثة جنود اسرائيليين وضابط احتياط في تشرين الأول من عام 2000. وبعد أشهر قليلة طلبت اسرائيل منه وقف مهمته قبل ان يُنقل الملف برمّته الى الجانب الألماني.
يشار أيضاً الى ان المسؤول الدولي سبق له ان شارك في وساطات سرية تعلقت برهائن ومعتقلين في عدد من الدول في الشرق الاوسط وفي آسيا. ولديه علاقات قوية بأطراف أمنية فاعلة في المنطقة، وهو موثوق من جانب الأمانة العام للأمم المتحدة.