strong>حـزب اللـه يطـالب برحيـل الحكومـة وقائـد الجيـش يرفـض ربـط التسـليح بشـروط
أمضى رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير بضع ساعات في لبنان بدعوة من نظيره اللبناني فؤاد السنيورة، بدا خلالها اشبه بـ«ضيف ثقيل» نظراً الى وقائع رافقت الزيارة على الصعيدين الرسمي والشعبي. ولأسباب تتصل بدور بريطانيا في الحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان، امتنع وزراء حركة «أمل» و«حزب الله» والوزير غازي العريضي عن حضور الاجتماع الذي عقده بلير مع وزراء في حكومة السنيورة، إضافة إلى الاجتماع الذي جمعه بوزير الدفاع الياس المر ووزير الداخلية احمد فتفت وقائد الجيش العماد ميشال سليمان والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي والامين العام لمجلس الدفاع الاعلى اللواء سعيد عيد. وشأن أقرانه من المسؤولين الاميركيين والفرنسيين، قاطع بلير رئيس الجمهورية اميل لحود استكمالاً لموقف بريطانيا من القرار 1559.
كذلك تغيّب عدد كبير من رؤساء اللجان النيابية عن المشاركة في اللقاء مع رئيس الوزراء البريطاني. وتلاقت هذه المقاطعة مع غياب وزراء هذين التنظيمين وسفر الرئيس نبيه بري جنيف ليعكس رغبة شيعية صريحة في عدم الاجتماع بأول رئيس وزراء بريطاني يزور لبنان.
ورافقت الزيارة تظاهرة شبابية وطالبية حاشدة دعا إليها «حزب الله» والاحزاب اللبنانية الحليفة لدمشق احتجاجاً، وسط تدابير امنية مشددة حصرت تجمع المعتصمين بعيداً من مقر السرايا الحكومية التي شهدت حركة اعتراض في وجه الزائر البريطاني على مرأى من مضيفه اللبناني بطلتها صحافية ايرلندية، حملت السنيورة على استدراك الاضطراب الذي بدا على وجه بلير، بأن اعلن حرصه على ان يكون لكل لبناني الحق في التعبير عن رأيه من ضمن القانون.
وغلب على معظم الاسئلة التي طرحت على بلير في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع السنيورة في السرايا الطابع الانتقادي للمواقف التي كان قد اتخذها في الحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان. وإذ طالب السنيورة نظيره البريطاني بالاضطلاع بدور جوهري في إعادة إطلاق عملية السلام من خلال مجلس الامن ودعم مبادرة الجامعة العربية بغية التصدي لأسس المشكلة، حضه على مساعدة لبنان في امرين هما إعادة الإعمار وتعزيز الجيش اللبناني والأمن الداخلي. وأكد أن لبنان يتخذ الخطوات المناسبة للإبقاء على سيادة الدولة لتتحول السلطة الوحيدة التي تحتكر السلاح في البلاد.
أما بلير فطرح بضعة مواقف كان ابرزها، الى تأكيد دعم حكومته حكومة السنيورة وتجهيز الجيش ومساعدة لبنان بـ40 مليون جنيه استرليني وبناء جسور مدمّرة، تشديده على امرين متلازمين: تنفيذ القرار 1701 الذي من خلاله يستطيع لبنان بناء نفسه وقد وضع القرار مساراً يقتضي التزامه ومعالجة المشكلة من جذورها، ودفع عملية السلام في المنطقة، قائلاً ان من المهم بذل كل الجهود لإحيائها والتوصل الى تسوية شاملة بين دولتين تعيشان في سلام. وأبدى رغبته في ان يرى لبنان كما كان نموذجاً للديموقراطية والحرية والانصهار. وعبّر عن اهتمامه بمزارع شبعا وبمصير السجناء اللبنانيين والاسرائيليين.
ولفت انعقاد خلوة بين بلير ووزير الخارجية فوزي صلوخ الذي أبلغ «الأخبار» انه شرح للمسؤول البريطاني أسباب مقاطعة وزراء «حزب الله» وحركة «امل» والعريضي الاجتماع معه، وكذلك النواب، لافتاً الى ان المقاطعين لم يكونوا كلهم من الشيعة، وإنما من طوائف مختلفة. وعزا هذه المقاطعة إلى احتجاج على الدور الذي اضطلعت به بريطانيا خلال الحرب الاسرائيلية على لبنان.
وقال صلوخ إن بلير أعرب له عن حبه للبنانيين ورغبته الصادقة في مساعدة لبنان ودعمه، متمنياً عليهم ان يحكموا عليه بعد ثلاثة اشهر، متوقعاً حصول انفراجات واسعة على الصعد المختلفة.
وقال وزراء شاركوا في الاجتماع مع بلير لـ«الأخبار» إن الاخير لفت الى ان «على سوريا وإيران ان يفهما ان الساحة اللبنانية لن تكون بعد اليوم مسرحاً لهما، وأن بريطانيا ليست ضد الحوار مع إيران ولكن من باب الحوافز والطروحات الاوروبية».
  • السنيورة إلى القاهرة وعمان
    وفي إطار جولته العربية التي بدأها الأحد في جدة، يزور السنيورة الخميس المقبل القاهرة ويلتقي الرئيس المصري حسني مبارك. وقالت وكالة «يو. بي. آي» نقلاً عن مصادر رسمية مصرية إن المحادثات ستتطرق الى تنفيذ القرار 1701 والعلاقات اللبنانية ـــ السورية وخصوصاً موضوع نشر قوات دولية على الحدود مع سوريا ومساهمة مصر في إعادة إعمار لبنان من خلال المشاركة في الشبكات الكهربائية. لكن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نفى ان تتناول المحادثات نشر القوات الدولية عند الحدود اللبنانية ـــ السورية. وسيزور السنيورة في اليوم نفسه الأردن ويلتقي الملك عبد الله الثاني. وقال البيان إن جدول اعمال الاجتماعين لم ينجز بعد.
  • سليمان
    من جهته أكد قائد الجيش العماد ميشال سليمان لـ«الاخبار» رفضه اي شروط تملى عليه من هذه الجهة او تلك في مقابل الحصول على المساعدات العسكرية، موضحاً أن الجيش وحده هو الذي يحددد وجهة استعمال سلاحه، مشيراً الى «ان الاخوة السوريين الذين قدموا للجيش مساعدات كبيرة لم يشترطوا علينا كيفية استخدامها بل تركوا لنا الخيار وحرية القرار».
    وعما نشر في اسرائيل عن حصول واشنطن على إذن من تل أبيب لتسليح الجيش اللبناني كي يصبح قادراً على التصدي لـ«حزب الله» والجهات المدعومة من سوريا قال قائد الجيش إنه «كلام تحريضي نرفضه، وان اي تحريض لبناني على أخيه اللبناني الآخر لن يمر».
    ولفت الى ان الجيش «ليس حزباً لفئة بل هو مؤسسة لكل اللبنانيين ومهمته الحفاظ على امنهم وسلامتهم، ولا يمكن للجيش أن يشهر سلاحه إلا في وجه العدو ومن يعبث بأمنه الداخلي».
  • «السلاح باق»
    ومساءً، كانت الضاحية الجنوبية على موعد مع أول احتفال شعبي حاشد لها منذ نهاية العدوان الاسرائيلي على لبنان نظمه «حزب الله» في مناسبة ولادة الإمام المهدي، حضره وزراء ونواب وقيادات الحزب. وأطلق النائب علي عمار سلسلة مواقف بدأها بتأكيده أن «سلاح المقاومة باق باق باق»، منتقداً ثقافة الهزيمة المهيمنة على لبنان منذ نشأته. وقال «إن من يريد التفاوض على السلاح فليقم بالأمر مع احذية اطفال قانا من الشهداء». واتهم اقطاباً في 14 شباط بـ«التواطؤ مع العدوان الاميركي ـــ الاسرائيلي على لبنان». وطالب برحيل الحكومة، وانتقد استقبال بلير في لبنان. وحيا «الشرفاء» كالعماد ميشال عون والنائب السابق سليمان فرنجية، مطالباً بحكومة وحدة وطنية تضمهما إليها.