strong>إسـرائيل تقـر بإلقـاء 1.2 مليـون قنبلـة عنقوديـة “في قصـف وحشـي كمـا فعـل النازيـون” دخلت البلاد فصلاً جديداً من المواجهة الداخلية بعدما قطع فريقا الأكثرية والمعارضة مرحلة متقدمة في السجال الذي سيقود الى مواجهة عنيفة على السلطة ويهدد بسقوط الحكومة قريباً.
وفي خطوة هي الأولى له منذ اندلاع الحرب، قطع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الطريق على تسويات “تقليدية” مع فريق الأكثرية، وأغلق الباب على “محاولات لأقطاب من الفريق نفسه لتوسيع الحكومة من دون المس بثلثها” كما قالت مصادر واسعة الاطلاع، وأشارت الى ان النقاش داخل الاوساط القيادية في الحزب يقود الى قرار بالخروج من الحكومة إذا لم يقبل فريق الاكثرية بالتغيير الهادئ.
وشن نصر الله حملة هي الأقسى له منذ تبدل الاحوال في البلاد على من وصفهم بـ“الشركاء في العدوان على لبنان”، معلناً “مراجعة أكيدة لموقف الحزب من العلاقات الداخلية تقوم على عدم القيام بأي خطوة من شأنها ترك الأثر السلبي على موقع وموقف من كان الى جانب المقاومة في خلال العدوان”. وأشار نصر الله الى نوعية العلاقة التي يريدها الحزب مع القوى التي كانت الى جانبه في الحرب ولا سيما التيار الوطني الحر وقال: “لم نقرر بعد وجهتنا في التعامل مع فريق الاكثرية. ولكننا سوف ندرس الموقف ربطاً بموقف من كان الى جانبنا. وهؤلاء ليسوا شركاء في النصر فقط، بل لهم علينا دين يبقى في رقابنا الى يوم القيامة”.
وسُجّل كلام نصر الله مع قناة “الجزيرة” بعد ساعات من الاحتفال الذي أقامه الحزب في الضاحية الجنوبية أول من أمس ودعا فيه الى رحيل الحكومة. وبدا نصر الله شديد التأثر بمواقف فريق الأكثرية وقادته وقال “إنهم بلا قلب وبلا عقل وهم يعتقدون بأن البلاد مجرد حجارة في أبنية وفنادق وجسور ولا يعيرون الاهتمام للبشر ويتمادون في النيل من المقاومة وتضحياتها”، وقال إن الحزب تجاوز الكثير من التحامل خلال مرحلة العدوان ولكن الأمر لم يعد يحتمل ولم يعد بالامكان ضبط القواعد وجمهور المقاومة. وقال ان هناك كلاماً كثيراً قيل في الغرف المغلقة وسوف يأتي اليوم الذي يعلن فيه للناس.
ودان بقسوة موقف خطوة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وفريق الاكثرية من زيارة رئيس الحكومة البريطانية توني بلير التي تجاهلت مشاعر من قُتلوا ودمرت منازلهم في حرب كان بلير شريكاً كاملاً فيها. وقال «إذا كان مجيئه تلبية لدعوة فهذه كارثة وطنية (وأنا لست متأكداً بعد) وإذا كان هو جاء من تلقاء نفسه فاستقباله إهانة وطنية وعمل غير أخلاقي وغير مسؤول».
وسألت “الأخبار” مصدراً مأذوناً له في السفارة البريطانية في بيروت عن حقيقة الأمر فقال “إن زيارة بلير الى لبنان جاءت تلبية لدعوة رسمية سبق أن تلقاها من نظيره اللبناني”. وأوضح المصدر أن بلير “أراد من توقيت الزيارة الى بيروت إظهار تعاطفه مع لبنان حكومة وشعباً”.
مليون قنبلة عنقودية
من جهة ثانية أقرت إسرائيل أمس بأنها ألقت أكثر من مليون ومئتي ألف قنبلة عنقودية على لبنان خلال العدوان الأخير، في عملية وصفها أحد ضباطها بأنها «وحشية» فيما شبهها آخر بما كانت تقوم به القوات النازية في الحرب العالمية الثانية.
ونقلت صحيفة «هآرتس» أمس عن ضابط في وحدة صواريخ تابعة للجيش الإسرائيلي قوله إن «الجيش أطلق على لبنان 1800 صاروخ عنقودي تحمل أكثر من 1.2 مليون قنبلة عنقودية، إضافة إلى استخدام قذائف مدفعية عنقودية أخرى، وهو ما يرفع عدد القنابل المستخدمة إلى أكثر من ذلك بكثير»، مشيراً إلى أن «ما فعلناه في لبنان هو عمل جنوني ووحشي، غمرنا قرى بأكملها بالقنابل العنقودية».
أما صحيفة “معاريف” فنقلت من جهتها عن العقيد الاحتياطي في سلاح الجو الإسرائيلي الدكتور شموئيل غوردون، الذي خدم في العدوان الأخير على لبنان، قوله إن هناك “شبهاً بين سلاح الجو الإسرائيلي الذي دمّر أحياءً في ضاحية بيروت الجنوبية وسلاح الجو النازي الذي دمر مدينة غرنيكا في الحرب الأهلية الاسبانية في نيسان 1937 وتسبب بمقتل 1600 مدني”.