أعربت واشنطن عن «امتنانها» لسوريا، التي أحبطت أمس هجوماً، هو الأول من نوعه، شنَّه مسلحون «تكفيريون» على السفارة الأميركية في دمشق، فقتل ثلاثة منهم وأصيب رابع بجروح (تفاصيل صفحة 22).وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، في مؤتمر صحافي عقدته في كندا، «أريد ان اقول اننا نقدر تدخل قوات الامن السورية للمساهمة في ضمان امن سفارتنا»، مشيرة الى انه «لا يزال من المبكر جداً معرفة من يمكن ان يكون مسؤولاً عن هذا الهجوم».
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض طوني سنو إن «المسؤولين السوريين سارعوا إلى مساعدة الاميركيين، والحكومة الاميركية تشعر بالامتنان للمساعدة التي قدمها السوريون في تعقّب المهاجمين». وأضاف «نأمل ان يصبحوا حليفاً وان يختاروا محاربة الارهابيين».
لكن مسؤولاً رفيع المستوى في وزارة الخارجية قال إن العلاقات بين الدولتين من غير المرجح ان تتغير في المستقبل القريب. وقال ان «رد الفعل السوري كان واجبهم، والبدائل أمر سيء بالنسبة إلى العلاقات السورية الاميركية».
وكانت السلطات السورية قد أعلنت أن «مجموعة إرهابية تكفيرية» مؤلفة من أربعة مسلحين كانوا يحملون قنابل يدوية وأسلحة رشاشة ويرددون هتافات دينية، حاولت تفجير سيارة مفخخة قرب السفارة الأميركية في حي أبو رمانة الذي يضم سفارات أخرى، لكنها فشلت.
وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) ان عنصراً من قوات مكافحة الارهاب السورية قتل وجرح آخر، بينما أصيب 11 مدنياً واثنان من رجال الأمن السوريين ودبلوماسي صيني، علما انه أول هجوم تتعرض خلاله سفارة في دمشق لإطلاق نار.
وأبلغ مصدر سوري مطلع «الأخبار» أن السيارتين دخلتا من الجهة الخلفية للشارع الذي يقع فيه مقر السفارة الأميركية، يقود كلاً منهما عنصر من المجموعة وإلى جانبه عنصر آخر. وتبين، بحسب المصدر نفسه، أن «في داخل السيارة التي كانت معدة للتفجير قوارير غاز بالإضافة إلى حقيبتين مليئتين بالمتفجرات كادت تتسبب بكارثة حقيقية لو تمت عملية التفجير».