غزة ــ رائد لافي
وقف العائق الأميركي مجدداً في وجه الاتفاق الفلسطيني على حكومة الوحدة الوطنية، التي أعلن أمس “تجميد” مفاوضات تأليفها إلى حين عودة الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الولايات المتحدة، التي كانت قد طالبته يوم الجمعة الماضي بـ “الانسحاب” من الاتفاق مع “حماس” (ص 20).
واستخدمت “فتح” تصريحات رئيس الوزراء اسماعيل هنية أول من أمس عن “عدم الاعتراف بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل”، لتشن حملة على “حماس” وتعلن تجميد مشاورات تأليف الحكومة.
وقال عباس، بعد لقائه رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت في عمان:“لقد عقدنا اتفاقاً مع الاخوة فى حماس على نقاط سياسية وغير سياسية ضرورية للحكومة، وهذا الاتفاق موجود لدينا لكن صدرت بعض التصريحات التى تسيء فهمه، ولذلك فضّلنا ألا نتخذ أي اجراءات قانونية دستورية لتأليف حكومة وحدة وطنية جديدة وجمدناها حتى العودة من الامم المتحدة”. وكان مسؤولون فلسطينيون قد أعلنوا أن الولايات المتحدة عارضت الشروط الموضوعة لحكومة الوحدة. وأضاف المسؤولون أن القنصل العام الأميركي جيكوب والس، نقل رسالة إلى عباس مفادها أنه يتعين إلغاء اتفاق الائتلاف مع حماس أو تعديله بحيث يفي بالشروط الثلاثة التي وضعها رباعي الوساطة من أجل رفع العقوبات.
وأعلن المتحدث باسم “حماس” سامي أبو زهري أنها لن تعترف بإسرائيل “تحت أي ظرف”، مشدّداً على أن المشاورات بشأن حكومة الوحدة ستستكمل بعد عودة عباس. وفي ما يتعلق ببرنامج حكومة الوحدة، قال أبو زهري “إن برنامجها يستند إلى وثيقة الأسرى التي لا تتضمن أي مساس بالثوابت الوطنية، ولا اعتراف بإسرائيل”.
وكان الناطق باسم كتلة فتح في المجلس التشريعي عزام الأحمد قد شنّ هجوماً لاذعاً على هنية، متسائلاً: “إذا كان لا يعترف بالاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية وتبرأ منها، فلماذا يشارك في السلطة ؟”.