ثلاثة عناوين أعادت النقاش السياسي الى سخونته المعهودة. الطلب الفرنسي والاميركي الملحاح بنزع سلاح المقاومة وتمهيد الارض لانتشار الجيش والقوات الدولية جنوبي الليطاني. مسارعة فريق الاكثرية الى فتح ملف سلاح المقاومة في كل لبنان. وخطاب الرئيس السوري بشار الأسد واتهامه المباشر لفريق 14 آذار بالعمل مع اسرائيل على 17 ايار جديد.في موضوع ارسال الجيش الى الجنوب تسارعت المداولات بين قوى الاكثرية وبين الرئيس نبيه بري من جهة وبطريقة اخرى مع حزب الله دون الاتفاق على عقد جلسة عاجلة لمجلس الوزراء لاجل البدء بتنفيذ القرار غدا الخميس الى الجنوب، مع خفض سقف التوقعات او المطالب في ما خص ملف سلاح المقاومة بصورة كلية. وثمة حديث عن «تسويات» ترافقت مع نقاش دار بين قيادة المقاومة وقيادة الجيش بشأن «حلول وسط» تسهل انتشار الجيش ومهمته حصراً.
وذكرت مصادر رسمية رفيعة المستوى ان قيادة الجيش لن تقوم باي تحرك قبل الحصول على قرار سياسي واضح وسط مخاوف من محاولة اثارة نقاش سلبي حول واقع الجيش ودوره، وخشية انعكاس ذلك على التماسك الوطني داخل المؤسسة العسكرية. وخصوصا ان في فريق الاكثرية من يميل الى تكليف قوى الامن الداخلي بالمهمة اذا فشل التوافق على قرار ارسال الجيش بعد تحديد مهماته هناك.
وابلغت قيادة الجيش امس السفير الفرنسي في بيروت برنارد إيمييه ان اي نقاش تفصيلي معها يجب ان يكون مرتبطا بتلقيها قرارا سياسيا واضحا ومفصلا في ما يجب القيام به في الجنوب. وفهم ان قيادة الجيش طالبت صراحة «بقرار يعكس اجماع كل القوى السياسية».
في الملف الثاني، تلقى لبنان طلبات اميركية مستعجلة باتخاذ قرار سياسي على مستوى الحكومة او عملاني على مستوى الجيش، لمنع اي سلاح في كل المنطقة التي يفترض ان ينتشر فيها الجيش والقوة الدولية، بينما يصل وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي إلى بيروت اليوم حاملاً «سلة الهموم» الفرنسية المتعلقة بصعوبات تعرقل تشكيل القوات الدولية التي تطمح لقيادتها، وفي مطلعها تخوّف الدول المتحمسة للمشاركة في القوة من «عدم قدرة الحكومة اللبنانية على تجريد قوات المقاومة من أسلحتها» كما يقول مصدر فرنسي، ويضيف ان تشكيلة القوات «مرتبطة بما يحصل على الأرض» وأن كل «تردد في المضي قدما في نزع السلاح يقود إلى تردد في تشكيلة القوات». ويتابع هذا المصدر قائلاً إن الوزير الفرنسي قبل «برمجة زيارته» التي قُررت منذ بروز أول العراقيل في عملية تشكيل القوات الأممية، طلب من إسرائيل «مبادرة تسهل له محادثاته في لبنان». وسارعت اسرائيل الى القول إن قواتها سوف تسرع عملية الانسحاب بما يساعد على تنفيذ القرار الدولي، وعملت على المساهمة بطريقة «تهويلية» من خلال تحذير السكان الجنوبيين من ان عدم نزع سلاح المقاومة وتأخير انتشار الجيش سوف يعوق عودتهم الى منازلهم، علماً بأن المؤشرات الميدانية تقول العكس تماماً.
وفي نيويورك اعلن هادي عنابي مساعد الامين العام للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام ان المنظمة الدولية تأمل بانتشار سريع في جنوب لبنان لما بين ثلاثة الاف و3500 عنصر يرسلهم المجتمع الدولي ويشكلون طليعة قوة اليونيفيل المعززة وفق القرار 1701. وقال للصحافيين "نأمل انتشار ما بين ثلاثة الاف و3500 جندي خلال فترة تراوح بين عشرة ايام واسبوعين".
في الملف الثالث، اثار خطاب الرئيس السوري عن العدوان على لبنان غضب فريق الاكثرية، وبرزت مناخات «شديدة التوتر» في هذا الفريق الذي ينطلق في �