باريس ــ بسّام الطيارةاستبق الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم في بروكسل، ليعلن زيادة حجم المشاركة الفرنسية في القوة الدولية، في تراجع عن قرار “المشاركة الرمزية”، في خطوة تبدو محاولة لفتح الباب أمام مشاركة أوروبية أوسع، مغلقاً في الوقت نفسه الباب أمام المحاولات الأميركية استصدار قرار دولي ثان بشأن لبنان، عبر التأكيد على ضرورة انتظار “ستة أشهر قبل مراجعة الوضع”.ويتفق المراقبون على أن لجوء شيراك إلى التلفزيون لمخاطبة الشعب الفرنسي يضع الأزمة اللبنانية في مصاف الأزمات الكبرى وتشير إلى خطورة الوضع وتشكل نوعاً من تحذير المواطن الفرنسي من أن القرار يمكن أن يكون له انعكاسات خطيرة.
وكان شيراك، الذي قطع إجازته ليعود إلى باريس أمس، جمع حوله، قبل المداخلة المتلفزة، “مجلساً وزارياً مصغراً” شارك فيه وزراء الخارجية فيليب دوست بلازي، والدفاع ميشال اليو ماري، والداخلية نيكولا ساركوزي، إلى جانب رئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان.
وقال شيراك، في خطاب متلفز، لم يتطرق خلاله إلى مسألة نشر قوات على الحدود اللبنانية السورية، إن “كتيبتين فرنسيتين إضافيتين ستشاركان بتوسع في قوة اليونيفيل. وسيوضع بذلك ألفا جندي فرنسي تحت سلطة الأمم المتحدة”. وأضاف ان فرنسا “مستعدة، إذا ما أرادت الأمم المتحدة ذلك، للاستمرار في تولي قيادة قوة اليونيفيل”.
وذكّر شيراك بأن فرنسا طلبت من الأمم المتحدة، قبل أن تأخذ قرارها، “توضيح قواعد الاشتباك والتسلسل القيادي الذي يجب أن يكون واضحاً”، مشيراً إلى ضرورة أن تكون للقوات “حرية حركة” وإلى ضرورة أن تكون المشاركة متوازنة وأن تشارك “قوات إسلامية من آسيا”.
وفي رسالة رفض مبطّنة للتوجه الأميركي إلى استصدار قرار ثان في مجلس الأمن قريباً، قال شيراك إنه “سيعاد تقويم الوضع بعد ستة أشهر”، واضعاً خمسة أهداف لنجاح المهمة وهي “إعادة الأسيرين الإسرائيليين والإفراج عن المعتقلين اللبنانيين، ودراسة وضع شبعا لتحديد ملكيتها وتجريد حزب الله من أسلحته، الذي يجب أن يتم في إطار عملية سياسية داخلية، وعودة اللاجئين إلى قراهم”.
وتأتي مداخلة شيراك المفاجئة لتضع إطاراً لما يمكن أن يتفق عليه المجتمعون في بروكسل، وفي طليعتها عدم رغبة فرنسا في التطرق إلى قرار ثان في الأمم المتحدة قبل فترة الأشهر الستة التي أعلن عنها، وهو بالتالي يوجه رسالة إلى الدول الأوروبية التي تميل إلى الموقف الأميركي المطالب بقرار جديد في الأيام المقبلة “يقول حرفياً بضرورة تجريد حزب الله من سلاحه”.
ويلاحظ أن الرئيس الفرنسي لم يأت على ذكر “الحصار المفروض على لبنان”. ويقول أحد الديبلوماسيين إن “هذه النقطة هي في المرحلة الحالية عقدة العقد”. فإذا كان المطلوب تجريد حزب الله من سلاحه، فهذا يعني، من منطلق الديبلوماسية، منع وصول الأسلحة إليه. أي بمعنى آخر مراقبة الحدود وإحكام السيطرة عليها. ويرى البعض أن الإشارة إلى “حرية التنقل والحركة للقوات الدولية” تشير مباشرة إلى ضبط هذه القوات الحدود اللبنانية.
ولوحظ أن شيراك لم يتطرق إلى أي تلميح لقوى إقليمية كما درج عليه في السابق، ولا إلى الوضع اللبناني الداخلي إلا بحديثه عن تجريد حزب الله من سلاحه، وهذا ما يشير إلى ان مرحلة التلميحات والديبلوماسية بالتصريحات انتهت. وإن دل هذا على شيء، فهو أن التيار المتشدد في محيط الرئيس قد فرض رأيه على “تيار الديبلوماسيين”.
ويقول البعض إن محاولات جرت في الساعات الـ24 الماضية لدفع باريس نحو الأخذ بـ“التوجه غير الرسمي الأميركي” المدعوم من بعض القوى العربية المؤثرة في المنطقة، والذي يدعو إلى “محاولة إبعاد دمشق عن طهران” وإيجاد حوافز لها، ولو عن طريق مد جسور وإعادة التواصل مع العاصمة الفرنسية، ما يمكن أن يسهل مهمة القوات الدولية.
ويذكر عدد من المراقبين أن أوساط وزارة الخارجية وخبراء الديبلوماسية الفرنسية كانوا يلحّون على ضرورة الانفتاح على سوريا وفتح قنوات اتصال معها ولو كان ذلك بطريقة غير مباشرة.
وجاءت مداخلة شيراك لتقفل الطريق أمام هذه المحاولات ولتفتح الباب أمام تدخل عسكري أوروبي في لبنان يمكن أن يشكل تحولاً في علاقات العالم العربي مع أوروبا، وخصوصاً فرنسا. ولذلك خاطب الرئيس الفرنسي شعبه خطاب زعيم ذاهب للحرب.
وفي السياق (ا ف ب، رويترز، ا ب)، رحب الرئيس الأميركي جورج بوش بإعلان فرنسا عزمها على إرسال 1600 جندي إضافي الى الجنوب، داعياً الى انتشار سريع للقوة الدولية.
كما وصف المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية آفي بازنر القرار الفرنسي بأنه “تطور ايجابي”.
وكان الرئيس الأميركي أعلن، خلال اتصال مع رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي، تأييده قيادة إيطاليا لقوة حفظ السلام في جنوب لبنان. وأبلغ بوش برودي أيضاً أن واشنطن تبذل جهداً لتوسعة المشاركة في القوة الدولية.
وأعلن البيت الابيض أيضاً أن بوش تشاور مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في “دعم قوة دولية معززة” وإنجاز الجهد الانساني على اكمل وجه.
في هذا الوقت، اعلن وزير الدفاع الهندي براناب موكرجي ان الهند تعتزم سحب جنودها من قوة الطوارئ الدولية في لبنان (يونيفيل)، لكنه اضاف ان الجنود الهنود الـ775 المنتشرين حالياً في اطار يونيفيل لن يغادروا لبنان قبل وصول التعزيزات.التي أعلن عنها، وهو بالتالي يوجه رسالة إلى الدول الأوروبية التي تميل إلى الموقف الأميركي المطالب بقرار جديد في الأيام المقبلة “يقول حرفياً بضرورة تجريد حزب الله من سلاحه”.
ويلاحظ أن الرئيس الفرنسي لم يأت على ذكر “الحصار المفروض على لبنان”. ويقول أحد الديبلوماسيين إن “هذه النقطة هي في المرحلة الحالية عقدة العقد”. فإذا كان المطلوب تجريد حزب الله من سلاحه، فهذا يعني، من منطلق الديبلوماسية، منع وصول الأسلحة إليه. أي بمعنى آخر مراقبة الحدود وإحكام السيطرة عليها. ويرى البعض أن الإشارة إلى “حرية التنقل والحركة للقوات الدولية” تشير مباشرة إلى ضبط هذه القوات الحدود اللبنانية.
ولوحظ أن شيراك لم يتطرق إلى أي تلميح لقوى إقليمية كما درج عليه في السابق، ولا إلى الوضع اللبناني الداخلي إلا بحديثه عن تجريد حزب الله من سلاحه، وهذا ما يشير إلى ان مرحلة التلميحات والديبلوماسية بالتصريحات انتهت. وإن دل هذا على شيء، فهو أن التيار المتشدد في محيط الرئيس قد فرض رأيه على “تيار الديبلوماسيين”.
ويقول البعض إن محاولات جرت في الساعات الـ24 الماضية لدفع باريس نحو الأخذ بـ“التوجه غير الرسمي الأميركي” المدعوم من بعض القوى العربية المؤثرة في المنطقة، والذي يدعو إلى “محاولة إبعاد دمشق عن طهران” وإيجاد حوافز لها، ولو عن طريق مد جسور وإعادة التواصل مع العاصمة الفرنسية، ما يمكن أن يسهل مهمة القوات الدولية.
ويذكر عدد من المراقبين أن أوساط وزارة الخارجية وخبراء الديبلوماسية الفرنسية كانوا يلحّون على ضرورة الانفتاح على سوريا وفتح قنوات اتصال معها ولو كان ذلك بطريقة غير مباشرة.
وجاءت مداخلة شيراك لتقفل الطريق أمام هذه المحاولات ولتفتح الباب أمام تدخل عسكري أوروبي في لبنان يمكن أن يشكل تحولاً في علاقات العالم العربي مع أوروبا، وخصوصاً فرنسا. ولذلك خاطب الرئيس الفرنسي شعبه خطاب زعيم ذاهب للحرب.
وفي السياق (ا ف ب، رويترز، ا ب)، رحب الرئيس الأميركي جورج بوش بإعلان فرنسا عزمها على إرسال 1600 جندي إضافي الى الجنوب، داعياً الى انتشار سريع للقوة الدولية.
كما وصف المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية آفي بازنر القرار الفرنسي بأنه “تطور ايجابي”.
وكان الرئيس الأميركي أعلن، خلال اتصال مع رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي، تأييده قيادة إيطاليا لقوة حفظ السلام في جنوب لبنان. وأبلغ بوش برودي أيضاً أن واشنطن تبذل جهداً لتوسعة المشاركة في القوة الدولية.
وأعلن البيت الابيض أيضاً أن بوش تشاور مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في “دعم قوة دولية معززة” وإنجاز الجهد الانساني على اكمل وجه.
في هذا الوقت، اعلن وزير الدفاع الهندي براناب موكرجي ان الهند تعتزم سحب جنودها من قوة الطوارئ الدولية في لبنان (يونيفيل)، لكنه اضاف ان الجنود الهنود الـ775 المنتشرين حالياً في اطار يونيفيل لن يغادروا لبنان قبل وصول التعزيزات.