strong>إتصــالات للقــاء وطنـي معــارض وفريــق الأكثريـة يحــذّر مـن “فتنـة” ويعــود الى ملـف الرئاســةباشرت قوى الأكثرية هجوماً مضاداً على الطرح المشترك لحزب الله والتيار الوطني الحر بتأليف حكومة وفاق وطني. وراجت في اوساط هذا الفريق مجموعة من المناقشات تركزت على ضرورة منع تغيير الحكومة وعلى ربط أي خطوة من هذا النوع بتغيير أشمل يطال بصورة رئيسية ملف رئاسة الجمهورية، علماً بأن الفريق الآخر يتجه صوب حركة منسقة خلال الفترة المقبلة “لأجل التوصل الى صيغة مختلفة عما هو قائم اليوم”، على ما قال قطب معارض.
وإذ نفى الرئيس نبيه بري حصول بحث بينه وبين الرئيس فؤاد السنيورة حول الأمر، قالت مصادر مطلعة إن جهة سياسية تقف في الوسط بين الفريقين اقترحت حلاً وسطياً يحل المشكلة فلا تسقط هذه الحكومة ولا تبقى كما هي، وذلك بأن يحصل تغيير من خلال توسيع الحكومة لتضم ستة وزراء آخرين يكون أربعة منهم من “التيار الوطني الحر” وواحد يسميه حزب الله والأخير يسميه تيار المستقبل. وهو ما لم تؤكده مصادر الأكثرية.
وفي اجتماعات عقدت أول من أمس وأمس بين قيادات من فريق المعارضة، تبيّن ان هناك وجهة للتحضير للقاء سياسي وطني عام يجمع كل معارضي الحكومة الراهنة، مع رهان على دور خاص للعماد ميشال عون الذي نقل عنه زواره انه لا بد من حركة سياسية واضحة باتجاه فرض التغيير وانه إذا واجهت المعالجات السياسية طريقاً مسدوداً فلا بد من اللجوء الى التصعيد بكل الوسائل الديموقراطية التي تؤدي إلى تغيير حكومي حقيقي.
من جانب حزب الله، قال مصدر قيادي فيه إن كلام السيد حسن نصر الله حاسم في دعم أي تغيير حكومي لأجل توسيع هامش المشاركة السياسية في إدارة أمور البلاد، وإن الحزب لا يهدد بأي خطوة تصعيدية ولكنه يدعم التحرك الهادف الى إقناع القوى كافة في البلاد بضرورة تحصين الوضع السياسي الداخلي لمواجهة الاستحقاقات التي تداهم البلاد.
من جانبه، قال الرئيس الأعلى لحزب الكتائب أمين الجميل لـ“الأخبار” ليل أمس إن السعي لإسقاط الحكومة يعني “الرمي بالبلد الى الفراغ وهذا أمر سيعود به الى الوراء، واخشى ما اخشاه ان يكون هذا الأمر مطلوباً”، أضاف: “على الحكومة الحفاظ على أكبر قدر من التجانس بين اعضائها وعلى الحد الأقصى من التوازنات الداخلية، وتجنيب البلد الانتقال الى المجهول في وقت نحتاج الى الكثير من الوحدة والتضامن والتجانس الحكومي”، وأكد الرئيس الجميل على “تمسكه بالحكومة الراهنة كما هي، مع السعي الى المزيد من الاستقرار وما يعزز قدرتها على الإنتاج واتخاذ القرارت، وكل ما عدا ذلك سيؤدي الى الفتنة”، معتبراً ان كل ما هو خلاف ذلك “يعزز موقع الرئيس لحود ويطمئنه الى ان بإمكانه التحكم بالبلد من جديد وخصوصاً اذا تمكن من الحصول على الثلث المعطل”.
وقال عضو كتلة تيار “المستقبل” الوزير جان أوغاسبيان لـ“الأخبار” إن “موقفنا واضح في هذا المجال ونحن متمسكون بهذه الحكومة التي أثبتت قدرتها على مواجهة الاحداث الجسام”، ورداً على مقولة أن اتفاق الطائف يفرض تأليف حكومة وفاق وطني وعما اذا كانت الحكومة الراهنة تمثل حكومة وفاق وطني قال: “نحن في نظام ديموقراطي ومن حق المعارضة أن تطالب بتغيير الحكومة ولكن هل الظروف الراهنة مؤاتية للدخول في هذه العملية الآن”.