لبى رئيس بلدية صيدا محمد السعودي دعوة الرئيس فؤاد السنيورة إلى تأدية صلاة الجمعة بجانبه في مسجد بهاء الحريري في صيدا. قبل الخروج، خطب السنيورة بالمصلين: "يقولون إني ضد ترشيح السعودي وأدعم ترشيح محمد زيدان. الحكي بيضحّك. إسالوا السعودي ماذا فعلت لإقناعه بالترشح مجدداً لولاية ثانية". لكن هل تقنع خطبة الشيخ فؤاد الصيداويين؟
يرى البعض في صيدا أن السنيورة "دفش شريكه زيدان للترشح ليفرض على النائبة بهية الحريري إعطاءه حصة من الأعضاء في المجلس البلدي". علماً بأن نائبي صيدا اختارا معاً أعضاء البلدية بدءاً من محمد السعودي نفسه الذي تعاونا معه في السنوات السابقة من خلال تجمع رجال الأعمال الصيداويين. إنما حينها، كان الخلاف بين الحريري والسنيورة باطنياً، إلى أن وصل قبل مدة إلى قطيعة متبادلة ظاهرة. معارك المصالح والنفوذ تنسحب على البلدية التي يحسب رئيسها أقرب إلى الحريري منه إلى السنيورة.
اتهام السنيورة بترشيح زيدان، مرده الى العلاقة بين الرجلين، والى كون السنيورة لا يرى نفسه حاضرا بقوة في المجلس البلدي، وهو يريد النفوذ الاكبر، ربطا بجدول اعمال البلدية المقبلة: من الواجهة البحرية الجنوبية والمرفأ التجاري وميناء اليخوت والضم والفرز الى تأهيل طريق شرق الوسطاني. كلها مشاريع يفترض انجازها في العهد المقبل.
لكن هناك رأي اخر، يقول ان ترشح زيدان له خلفيته الخاصة. رجل الاعمال الذي يتابع مشاريع خدمات توقف آل الحريري عن انجازها، لديه ملاحظات كثيرة على البلدية الحالية، وعلى تركيبة لائحة "البلدية المقبلة". ولزيدان رأيه المنتشر بقوة في المدينة، لناحية رفض استمرار احتكار "الست بهية" لقرارات صيدا. وهو يحتج على قرار تغييبه عنوة عن جردة إنجازات المجلس البلدي، وخصوصا مشاريعه واستثماراته التي نفذها في المدينة، فضلاً عن شكواه من عدم استشارته مسبقاً بالملف الإنتخابي قبل إعلان ترشح السعودي لولاية ثانية من مجدليون.
وكان السعودي قد زار زيدان بناء على موعد محدد قبل أسبوع، بعد معاتبة الثاني للأول في مكالمة هاتفية لعدم شموله بالجولات الإنتخابية التي يقوم بها على الفعاليات الصيداوية. وعد "الريس" زيدان بزيارة بعد عودته من السفر مساء الأربعاء. لكن زيدان لم ينتظر، وفجّر مطلع الأسبوع قنبلته بإعلان نيته تأليف لائحة مستقلة بوجه ضيفه. وفيما كان السعودي والسنيورة كل في دولة، دعا الرئيس سعد الحريري زيدان إلى منزله في وسط بيروت، للوقوف على دوافع ترشحه ضد آل الحريري. فنّد رجل الاعمال "الشعبي" لائحة طويلة من الملاحظات على أداء البلدية، مطالباً بإدخال تغيير جذري على المجلس الحالي، بما يتيح تمثيل عائلات وتيارات موجودة، دون اعتراضه على بقاء السعودي رئيسا. وبحسب مصادر اللقاء، وعد الحريري زيدان بدرس ملاحظاته، ثم طلب من النائبة الحريري زيارته. كان الطلب ثقيلاً على سيدة مجدليون التي تجهد لتمويه الكيمياء المفقودة بينهما. استمعت "الست" لملاحظاته. وفي حفل عشاء اقيم في منزل رجل الأعمال محمد الشماع، التقت الحريري صديق زيدان، نبيل الزعتري الذي تردد أنه سيكون واحداً من اعضاء لائحته. أعاد الأخير على مسامعها ملاحظات شبيهة.
ويبدو أن طلب زيدان بتعديل أعضاء لائحة السعودي، بدأ بالتحقق. العضو ديانا حمود أعلنت عزوفها عن الترشح لولاية ثانية. حتى الآن، صار هناك مقعدان شاغران (بعد استبعاد أحمد الحريري). فهل يجيران لحساب زيدان؟ مقربون منه يشيعون صيغة لائحة توافقية بينه وبين السعودي برعاية السنيورة والحريري تضمن للجميع حصصهم (لا يترشح زيدان بل يرشح محسوبين عليه على أن يكون نائب الرئيس من حصته). وحتى تبلور المشهد، لا يزال زيدان يلوّح بالترشح. المستفيدون من مشاريع وخدمات جمعية محمد زيدان الخيرية في صيدا القديمة حيث يقع مقرها، رفعوا لافتات مؤيدة له وداعمة لترشيحه.