قبل أيام، عرض رئيس مركز أبحاث الأمن القومي، اللواء عاموس يدلين، المصلحة الاستراتيجية الإسرائيلية للتدخل في سوريا، وطالب بضرورة العمل على إسقاط نظام الرئيس السوري، بشار الأسد. قارن يدلين، بين التهديد الذي يشكله الأسد، تحديداً لكونه جزءاً من محور المقاومة بصفته الخطر الأكبر على إسرائيل، وبين تهديدات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» ومثيلاتها، ليخلص إلى أن التهديد الأول هو المركزي الماثل أمام إسرائيل ومصالحها، فيما الثاني هامشي لا أكثر.أمس، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، عن تطور لافت في المقاربة الإسرائيلية للساحة السورية، عبر إقامة الجيش الإسرائيلي «وحدة ارتباط» خاصة مع «السكان السوريين في الجولان»، وهو تطور يعيد الذاكرة إلى فترة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، و«وحدة الارتباط» التي سبقت هذا الاحتلال في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، تحت نفس المسمى.
صحيح أن الجيش الإسرائيلي، الذي أقر بإقامة الوحدة، سارع إلى التأكيد عبر مصدر عسكري رفيع جداً أن «إسرائيل لا تنوي أن تقيم في الجولان إطاراً كالذي كان قائماً في جنوب لبنان»، في إشارة منه إلى «الحزام الأمني» الذي أُدير مباشرةً من قبل الضباط الإسرائيليين حتى عام 2000، لكن القرار الجديد يشير إلى تعميق الجيش الإسرائيلي لتدخله في سوريا، قياساً بالفترة الماضية، دون أن يشير بالضرورة إلى استنساخ التجربة اللبنانية.
تقرير «يديعوت أحرونوت» أشار إلى أن «مأسسة العلاقات» بين الجيش الإسرائيلي ومصادر وجهات في الأرض السورية، وتحديداً ما يتعلق بعناصر من «الجيش السوري الحر»، وبصورة غير مباشرة مع تنظيم «القاعدة» وجهات متطرفة أخرى، يعني توحيد الجهود وتركيزها في إطار واحد، لتحقيق المصالح الإسرائيلية، عبر التدخل المباشر وغير المباشر.
ستكون «وحدة الارتباط» تابعة لقيادة المنطقة الشمالية

كذلك أوضحت الصحيفة أن «وحدة الارتباط» الجديدة ستكون تابعة لقيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، وهي تحلّ مكان كل الأطر التي كانت تشغل وتدير الاتصالات في الماضي، ومن بينها نقل «المساعدات الإنسانية» وتقديم العلاج للجرحى في المستشفيات داخل إسرائيل، لافتة إلى أن الإطار الجديد (وحدة الارتباط) سيستوعب ضباطاً وأفراداً ذوي اختصاص في المجال اللوجستي والطبي والإنساني، إلى جانب عناصر أخرى لإدارة العلاقات مع الجهات المدنية في الجانب السوري من الجولان، وهي العبارة التي تخفي في طياتها الإشارة إلى ضباط شعبة الاستخبارات العسكرية، التي يوكل إليها إدارة هذا النوع من العلاقات والاتصالات.
مأسسة العلاقات بين الجيش الإسرائيلي والجهات النافذة في سوريا من المسلحين، ليست بالضرورة توطئة للتدخل العسكري، وليست بالضرورة مقدمة لاحتلال أراضٍ وإقامة حزام أمني وجيش لحد سوري، لكنّ الشكل والتسمية (وحدة الارتباط)، تدفع إلى التفكير في هذا الاتجاه. فعلياً، لا يوجد ما يشير أو يدل على تغيير في التوجهات الإسرائيلية تجاه الحرب السورية، وإمكان زيادة منسوب التدخل بشكل واسع كما حصل في لبنان، علماً بأن الظرف والقدرة والأهداف مغايرة ومختلفة بين الواقع اللبناني في سبعينيات القرن الماضي والواقع السوري الحالي، وأي مغامرة إسرائيلية من هذا النوع من شأنها أن تسحبها إلى مستنقع لا يعرف عمقه، وأن تجرّ إليها النار التي حاولت الابتعاد عنها طوال السنوات الماضية، خاصة أن الجهات المسلحة على الجانب السوري من الحدود، لا تشكل تهديداً فعلياً على إسرائيل، بل ولا تملك توجهاً للإضرار بها، وهي من ناحية نظرية وعملية تشكل حائلاً صاداً لأعداء إسرائيل، بما يشبه بالنتيجة حزاماً أمنياً، بلا تسميات.

بوتين يعيد دبابة نُقلت من سوريا

ذكرت الإذاعة العبرية أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقع أمراً رئاسياً يقضي بأن تعاد إلى إسرائيل دبابة كانت قد شاركت في معركة السلطان يعقوب خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، ونقلت من سوريا إلى روسيا، حيث تم عرضها في متحف المدرعات بموسكو.
ورداً على ذلك، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو: «أشكر الرئيس بوتين على استجابته لطلبي وطلب رئيس الأركان (غادي ايزنكوت)، بإعادة الدبابة إلى إسرائيل»، وأضاف: «نحن نسلك شتى الطرق لتبيان ما هو مصير تسفي فلدمان، زكريا باومل ويهودا كاتس (الجنود المفقودون في المعركة)، ولن نهدأ حتى تبيان مصيرهم».