بعد هدوء اليوم الرابع من «ملحمة حلب الكبرى»، حاولت فصائل «جيش الفتح» تكرار محاولاتها السابقة، علّها تتمكّن من خرق دفاعات الجيش السوري جنوبي مدينة حلب. أمس، كانت المحاولة الرابعة أو «المرحلة الثالثة»، باصطلاح المسلحين الذين سمّوها «غزوة إبراهيم اليوسف» (عام 1980 قام اليوسف مع اثنين من رفاقه بقتل أكثر من 300 جندي في كلية المدفعية في حلب، وعُرفت لاحقاً بـ«مجزرة المدفعية»).فبعد فشلهم في السيطرة على منطقة العامرية، جنوب غرب حلب، في اليومين الماضيين، حاول المسلحون في «غزوتهم» الجديدة السيطرة على نقاط الجيش في مناطق العامرية، والجمعيات، وتلّة المحروقات، وعدد من التلال المحيطة. وحاول «الفتح» في موجة الهجوم الجديدة «خفض» سقف أهدافه والتعامل بواقعية مع دفاعات الجيش الصلبة هناك، فآثر الابتعاد عن الهدف الأساسي لمعركته، وهو «كسر الطوق» عن المدينة، وفتح خط إمداد للمجموعات المسلحة في الأحياء الشرقية.
ومع انطلاق «الغزوة»، نشرت «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة) تسجيلاً مصوراً، أعلنت فيه انطلاق «غزوة إبراهيم اليوسف»، أكّدت فيه أن «الهدف من هذه المرحلة هو السيطرة على كلية المدفعية في منطقة الراموسة»، جنوبي حلب.
وتصدّت وحدات الجيش والحلفاء لهجوم «الفتح» باتجاه مواقعهم في تلال الصنوبرات، والعمارة، والمحروقات، جنوبي حلب، وسط قصف مدفعي وصاروخي استهدف نقاط انتشار المهاجمين، ما أجبر المسلحين على الانكفاء والتراجع، وقد انعكس ذلك مباشرةً بانخفاض وتيرة المعارك، بعد تكبيد المهاجمين خسائر كبيرة.
باتت «قسد» تسيطر على 80% من مدينة منبج

وحقّق الجيش ضربة نوعية في غارةٍ لسلاحي الجو السوري والروسي على تجمّعٍ لمسلحي «الفتح» في منطقة رحبة خان طومان في الريف الجنوبي. وقد أدّت إلى مقتل وجرح أكثر من 40 مسلحاً وتدمير دبابتين، وثلاث سيارات محملة برشاشات ثقيلة وآلية «bmp».
كذلك، دمّر الجيش 3 دبابات وآليتي «bmp»، وسيارة مزودة برشاش ثقيل في محيط «مشروع 1070 شقة سكنية»، إضافةً إلى تدميره دبابةً وآلية في محيط المشرفة، موقعاً عشرات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين، في وقتٍ نعت فيه «تنسيقيات» المسلحين عدداً من قادة الفصائل وعناصرها، بينهم المسؤول الميداني في «فيلق الشام»، أبو حمزة زكريا.
ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري أن «الطيران الحربي السوري نفذ 26 طلعة قتالية، وجّه خلالها 101 ضربة جوية على تجمعات المسلحين ومقراتهم، ومحاور تحركهم في أرياف حلب، وحمص، وحماة، وإدلب».
وفي مقابل المعلومات الميدانية التي تؤكّد فشل «الغزوة»، ما زالت مواقع المعارضة تُكابر في إعلان الفشل، لتعلن السيطرة «الكاملة على قرية العامرية في المحور الجنوبي لمدينة حلب، بعد مضي نصف ساعة من إحكام قبضتهم على منطقة الجمعيات، جنوبي حلب».
أما في الريف الشمالي الشرقي لحلب، فقد أكّد عدد من القادة الأكراد لمواقع معارضة «سيطرة قوات سوريا الديموقراطية على 80% من المساحة الإجمالية لمدينة منبج»، لافتين إلى أن «مسلحي تنظيم داعش تسودهم حالات انهيار، بعد محاصرتهم في مساحات ضيقة من المدينة القديمة». وعن «المبادرة الآمنة» التي طرحتها «قسد» على المسلحين في الأسبوع الماضي، قال مستشار «قسد»، ناصر حاج منصور، إن «المبادرات التي طرحت في وقت سابق قد تم سحبها»، معتبراً أن «العرض لم يعد قائماً».
في غضون ذلك، انفجر مستودع محروقات للمجموعات المسلحة في مربّعهم الأخير وسط مدينة الزبداني في ريف دمشق الغربي، ما أدى إلى احتراقه بشكلٍ كامل وسقوط عددٍ من القتلى والجرحى.
وفي سياق منفصل، أشار المتحدّث باسم «جيش الإسلام»، إسلام علوش، إلى أن «التحقيقات التي أجريت بشأن الانفجار الذي أصاب مستودعاً للسلاح (في محيط معبر باب الهوى على الحدود التركية) تابعاً للجيش (أوّل من أمس)، ترجّح فرضية قصف المستودع بصواريخ باليستية أطلقتها القوات الروسية من البحر»، في وقتٍ نعت فيه «التنسيقيات» قائد «الفرقة الثانية الساحلية» التابعة لـ«الحر»، رياض قره بجق، الذي قضى في أحد المستشفيات التركية، إثر إصابة تعرّض لها في معارك ريف اللاذقية الشمالي في الأيام الماضية.
جنوباً، استكملت في محافظة درعا، لليوم الرابع على التوالي، تسوية أوضاع عدد من المطلوبين في إطار المصالحات المحلية، حيث تم تسوية أوضاع 256 شخصاً، في كل من مدينة درعا وأزرع، والصنمين، وبلدة المسمية.
(الأخبار)