أمس، دُفنت ميمونة أبو العائلة (20 عاماً) في بلدتها فنيدق العكارية. الشابة التي لم يمضِ على زواجها أكثر من سبعة أشهر، وُجدت أول من أمس في غُرفة نومها مُضرّجة بدمائها ومُصابة بجرح في العنق وكدمات في الرأس من الجهة الخلفية، نتيجة تعرّضها للضرب بواسطة آلة حادّة، بحسب تقرير الطبيب الشرعي. أمّا المُشتبه فيه بقتلها، فهو زوجها م. ط. بحسب رواية أهل الضحية، فإن خلافاً نشب صباح الثلاثاء الماضي بين الضحية وزوجها، فما كان من الأخير إلّا أن رشق زوجته بـ"الأرغيلة" أولاً، ومن ثمّ انهال عليها بالضرب قبل أن يعمد الى طعنها بسكيّن في رقبتها. بقيت الضحية تنزف لأكثر من ست ساعات في المنزل الكائن في القليعات (قضاء كسروان)، حيث يعمل الزوج في أحد المطاعم المُجاورة. ست ساعات لم يُحرّك خلالها الزوج ساكناً، وفق رواية الأهل.
بقيت الضحية تنزف لأكثر من ست ساعات لم يُحرّك خلالها الزوج ساكناً
يقول محمد، أخوها الكبير، إنه قرابة الثانية ظهراً من يوم الثلاثاء، اتّصل م. ط. بأخي زوجته الصغير (15 عاماً) طالباً منه أن يأتي "ليشوف أختو". وصل الطفل إلى المنزل فوجد أخته مرمية على الأرض، غارقةً في دمها، "فيما كان الزوج يتجوّل في المطعم القريب الذي يعمل فيه ويتناول فطوره!". وبحسب الطفل، فإنّ صهره كان قد أخذ "دوشاً" (استحّم) قبل أن يغادر منزله ويتوارى عن الأنظار!
بحسب بيان قوى الأمن الداخلي، فإنّ شعبة المعلومات تمكنّت من توقيف المُشتبه فيه في مدينة طرابلس، حيث كان يهمّ بالصعود على متن سيارة يستقلها شقيقاه "بهدف الفرار". وأضاف البيان: "وقد بدا أن المُشتبه به مُصاب بجرح في ركبته اليُمنى".
لم تُعرف طبيعة الخلاف "القاتل". يقول بعض المُقرّبين من الزوجين إن العلاقة بين الضحية وزوجها كانت تبدو "سلِسة"، وهو ما عدّوه طبيعياً بحكم أن الزوجين "عرسان" (لم يمض على زواجهما سنة). يقول أهل الضحية إن ابنتهم لم تُخبرهم عن حوادث تعنيف سابقة، ولكن بعد وفاتها كشفت إحدى أخواتها أن الضحية كانت قد طلبت الطلاق، لكن أخواتها "أقنعنها بالبقاء على ذمة زوجها".
"بدبحك وبفوت فيكِ على الحبس"، كثيراً ما كان يُردّد الزوج هذه العبارة في كل مرة كانت تطلب فيه ميمونة الطلاق، بحسب أخواتها اللواتي لم يتوقعن أن يُنفّذ الصهر الشاب (من مواليد عام 1992) تهديده.
بحسب تحقيقات قوى الأمن الداخلي، فإن المُشتبه فيه لم يعترف بفعلته بعد؛ يقول إنه "استيقظ ووجدها مقتولة"، لافتاً الى أنه كان في حالة سُكر وكان يشرب الكحول طوال الليل. يرى أهل الضحية في هذه الأقوال حججاً لـ"تخفيف الحكم عليه"، لافتين الى أنهم اتخذوا كافة الإجراءات المتعلقة بمقاضاة "الزوج القاتل"، ومُطالبين بإنزال أشدّ العقوبات بحقّه.
"لو في إعدام لقتلة النساء، ما كانت ماتت أختي"، يقول محمد، مُشيراً الى أن أخته "ضحية لبنان وليس ضحية فنيدق فقط".
يرى أهل الضحية أن الرهان حالياً على القضاء، وسيلتهم الوحيدة للاقتصاص من قاتل ابنتهم.
تأتي هذه الحادثة عشية اقتراب انتهاء مهلة الطعن في الحكم المُخفّف الصادر بحق محمد النحيلي، قاتل زوجته منال العاصي، وبالتالي في ظلّ حملة لمطالبة النيابة العامة الاستئنافية بتمييز الحكم. وكانت محكمة جنايات بيروت قد قبلت عذر قاتل منال عاصي، واعتبرت فعله "فورة غضب" لاعتقاده بأن زوجته تخونه، لتعيد إحياء مفهوم "جرائم الشرف"، بعدما نجحت نضالات طويلة في حذفه من القانون.