لم يشأ رئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين، أن يُنهي اللقاء معه من دون الحرص على إزالة ما يراه التباساً في تفسير النص القانوني الخاص بتعيين الرئيس. يقول إن النص لا يجيز لأكبر العمداء سنّاً تولي مهمات الرئيس في حال عدم تعيين رئيس جديد خلفاً للسيد حسين قبل 13 تشرين الأول وشغور المنصب، بل على العكس، فإن القانون 66 /2009 الخاص بالمجالس الأكاديمية يميز، بحسب السيد حسين، في المادة 10 منه بين حالتي الغياب والشغور، إذ إنّ في حالة الغياب يتولى أكبر العمداء سنّاً رئاسة مجلس الجامعة، أما في حالة الشغور، فيقول السيد حسين، إنّ القانون نفسه ينص صراحة على الاستمرارية في المنصب الرسمي حتى تعيين البديل، وهذا ما حصل مع رئيس الجامعة السابق زهير شكر في عام 2011. لكن بدا مستغرباً أن يفسّر رئيس الجامعة عبارة "انقضاء ولاية كاملة" الواردة في الفقرة 3 من المادة 10: "تحدد ولاية الرئيس بـ5 سنوات، غير قابلة للتجديد إلّا بعد انقضاء ولاية كاملة"، بالقول: "في 13 تشرين الأول المقبل تنتهي الولاية الكاملة"، في حين أن المقصود من النص أن يمضي رئيس جديد ولاية كاملة قبل أن يحق للسيد حسين الترشح مرة ثانية."هني بياخدوها بالسياسة بس عليي كرئيس للجامعة أن أصوّب الواقع القانوني"، يستدرك السيد حسين قائلاً: "أنا ما بدي شي بقا... تعبت... خلص أدّيت قسطي للعُلا وبعدين شو باقيلي لأتقاعد، سنة و4 أشهر، بلاهن، بعلّم فيهن، مش هون الموضوع".
تجنب السيد حسين في بداية اللقاء الاسترسال في الحديث عن استحقاق الرئاسة. اكتفى بالقول: "نحن في مجلس الجامعة، قمنا بما علينا، انتخبنا 5 أساتذة ورفعنا أسماءهم إلى وزير التربية المُطالَب برفع الأسماء الخمسة إلى مجلس الوزراء وليس 3 أسماء منها فقط كما نسمع، ليصبح التعيين في عهدة الحكومة. وهنا نصرّ على إنجاز العملية في أسرع وقت".

مجلس الجامعة: وجوده أفضل من عدمه

إعادة التئام مجلس الجامعة بعد تعطيل دام نحو 10 سنوات شكل "إنجازاً" بالنسبة إلى السيد حسين، رغم تأخير انطلاقته وبعض الثُّغَر في القرارات. يقول: "من 10 سنين ناطرين هالمجلس، قالوا لي شو بدك بهالشغلة وخلي الصلاحيات معك، إلّا أنّه في الحقيقة لم تكن الصلاحيات معي وحدي، بل كانت مع وزير التربية وفي كل مرة أريد أن آخذ فيها قراراً كان عليّ أن أرسل "عربة" الملفات إلى الوزير. في مجلس الجامعة قد نختلف على أمور معينة، لكننا في نهاية المطاف سنتفق، وإذا لم نتفق نصوّت وبيمشي القرار".

أحد الوزراء: شو بتربّح الجامعة اللبنانية؟

حصل كل ذلك، رغم جو التحدي الذي خلقت فيه الجامعة منذ تأسيسها في عام 1951، بحسب السيد حسين. برأيه، "السبب هو أن نظرة المسؤولين السياسيين إلى هذه المؤسسة لم تكن يوماً واقعية ومسؤولة. لم تُدرَج الجامعة على أجندة أولوياتهم. مشكلتنا ليست معقَّدة وليست مكلفة، بس بدها قرار سياسي، وهذا القرار يحتاج الى وعي ورؤية لأهمية دور الجامعة. ماذا تنتظرون من وزير يقول: شو بتربّح الجامعة اللبنانية؟ وما تضطروني قول أكتر من هيك".
كيف كانت علاقة الأحزاب مع الجامعة؟ يرفض السيد حسين الحديث عن كل حزب على حدة، لكنه يُقرّ بأن كل الأحزاب لم تساعده وتدخلت سلباً، وإن بدرجات متفاوتة. كيف؟ يجيب: "إذا بدي أنقل أمين سر من مكان إلى آخر، بتقوم الدنيا وما بتقعد". يستدرك: "طبعاً نحنا مش عم نرضخ، بس ما فينا كل يوم دقي وعصري ومشاكل، وهذا استهلك الكثير من وقتنا لأنو ببساطة كنا مضطرين نحكي معهم".
كيف كانت علاقتك بوزيري التربية المتعاقبين في ولايتك؟ يقول: "علاقتي بالوزير حسان دياب كانت جيدة، فقد كان يتصل بي في كل مرة يذهب فيها إلى مجلس الوزراء ليعرف موقف الجامعة بالتفصيل من القضية المطروحة على جدول أعمال المجلس. مرات كنا نختلف ومنرجع نتفق، بس ولا مرة وصلنا للقطيعة. أما بالنسبة إلى الوزير الياس بو صعب، فليس لدي مشكلة معه بالشخصي، فكل ما أريده شيء واحد: الدفاع عن استقلالية الجامعة. فالاستقلالية ليست تبرعاً للجامعة بل حق لها".
كل الأحزاب تدخلت سلباً في الجامعة، وإن بدرجات متفاوتة

تحديات الجامعة: المجمَّعات والتوظيف

يحرص السيد حسين في كل اللقاء على أن يحمّل مسؤولية إهمال الجامعة للمسؤولين السياسيين، لا للجامعات الخاصة، فيقول إنّ "دعم الجامعة اللبنانية لا يكون بالضرورة على حساب الجامعة الأميركية واليسوعية".
من يعرقل مشاريع الجامعة؟ يقول: "كلهم يعرقلون، لم تتخذ الحكومات المتعاقبة بكل أطيافها قرارات تخرج الجامعة من مأزقها. نعيش اليوم تحديين كبيرين: إنجاز المجمعات الجامعية في المناطق، وتوظيف كادر بشري مكتمل في الإدارة والمعلوماتية والمكتبة. هذا التوظيف متوقف منذ 24 سنة. ثم إن مجمَّع البقاع تحديداً مطروح من 20 سنة حيث المال والعقار متوافران، وكان مقرراً أن نفتح كليتين في مجمع الشمال في 2013، صرنا بالـ2016 وما استلمنا شي".
من بالضبط يوقف المجمَّعات الجامعية، ولِم لم يدرج الملف على جدول أعمال مجلس الوزراء؟ "السياسة"، يقول، لافتاً إلى أنه لم يدخر فرصة إلّا أثار فيها هذا الملف، إن مع الوزيرين المتعاقبين، أو مع رئيسي الحكومة والوزراء ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
ألم يقترح وزيرا التربية هذا الملف على مجلس الوزراء؟ يقول: "شو يعني بدكن ياني هاجم وزير الوصاية؟ لا، في الواقع تعلق ملفات الجامعة بين السرايا وجدول أعمال مجلس الوزراء، يعني كلهم مشاركون".
الأهم بالنسبة إلى السيد حسين أن الجامعة تحدت كل هذه الظروف الاستثنائية بزيادة عدد الأساتذة المتفرغين لها وطبقت نظام التفرغ بنسبة تجاوزت 95%".

خروق التفرغ لا تتجاوز أصابع اليد

يستفزّ الرئيس الحديث عن الخروق التي تشوب تطبيق نظام التفرغ، والقول إنّ هناك أساتذة متفرغين في الجامعة يتولون مناصب خارجها. يؤكد أنّ الخروق ليست ظاهرة تستحق الوقوف عندها ولا تتجاوز عدداً قليلاً جداً من الأساتذة الذين يستقوون بالسياسة، وهذا نعالجه بالتشاور مع النقابات والجهات المعنية. لكنْ ثمة مخالفون لنظام التفرغ يتبوأون مناصب داخل الجامعة؟ يجيب: "ليس صحيحاً أن هناك مخالفين كثراً، هناك فقط واحد أو اثنان أو ثلاثة يتلطون خلف مرجعياتهم السياسية".

ليست جامعة المشاكل

يرفض رئيس الجامعة عدنان السيد حسين في اللقاء أن يُجَرّ إلى مقاربة التحديات من دون أن يحكي عن الإنجازات. في الشأن الأكاديمي، يجزم بأننا "أنجزنا معظم برامج الكليات والمعاهد والأنظمة الداخلية، أعدنا ربط الماستر مع الكلية وباتت مسؤولية العميد. عززنا البحث العلمي، إذ تقدم 305 أساتذة من مختلف الوحدات الجامعية بمشاريع أبحاث مدعومة مركزياً خلال العام الجامعي الحالي، إضافة إلى مشاريع الأبحاث المقدمة إلى المجلس الوطني للبحوث العلمية والمؤسسات الأوروبية. وقد زاد عدد منح المجلس الوطني للمتفوقين إلى 20 منحة مناصفة بين العلوم والإنسانيات، وذلك على مستوى الدكتوراه.
أما في الإدارة المالية، فيتوقع مجلس الجامعة أن يبلغ مجموع الموارد الذاتية للجامعة في عام 2017، 30.752 مليار ليرة تضاف إلى الموازنة المقترحة من الجامعة كمساهمة للدولة والبالغ قيمتها 350 ملياراً و500 مليون ليرة.




72500 طالب

بلغ مجموع الطلاب في الجامعة اللبنانية خلال العام الجامعي 2015 ــ 2016، 72 ألفاً و511 طالباً وطالبة. وقد انخفض عدد الطلاب السوريين تدريجاً من 6212 طالباً وطالبة في العام الجامعي 2010 ــ2011 إلى 1490 طالباً في العام 2015 ــ 2016، كذلك انخفض عدد الطلاب من جنسيات متعددة (غير لبنانية) من 2690 طالباً وطالبة إلى 2250 خلال هذه الفترة. هذا يعني أن عدد الطلاب اللبنانيين ارتفع من 63752 طالباً وطالبة إلى 68771 خلال 5 سنوات.
خرجت الجامعة خلال 65 سنة أكثر من 230 ألف طالب وطالبة، فيما الجامعة الأميركية خرّجت 60 ألفاً في غضون 150 سنة.





وزير التربية: سأرفع 3 أسماء

يؤكد وزير التربية الياس بو صعب في اتصال مع "الأخبار" أنّ استحقاق رئاسة الجامعة اللبنانية وضع على نار حامية، وسيكون مدرجاً على جدول أعمال أول جلسة لمجلس الوزراء. وقال إنه اختار من بين الأسماء الخمسة المرفوعة إليه من مجلس الجامعة ثلاثة أسماء ينتمي كل منها إلى طائفة (سني، وشيعي ومسيحي). هل يعني ذلك أن اسم الرئيس محسوم سلفاً وأنكم تحشرون مجلس الوزراء ليختار المرشح الشيعي، بما أن هذا المنصب محسوب على الطائفة الشيعية؟ يجيب: "وبركي يكون هالمرة مسيحي أو سني؟".
ما رأيكم بموقف رئاسة الجامعة لجهة أنّكم مطالبون برفع الأسماء الخمسة بحسب ما تنص المادة 10 من القانون 66/2009: "يعين رئيس الجامعة من بين خمسة مرشحين برتبة أستاذ أو ممن استوفوا شروط الرتبة، يرشحهم مجلس الجامعة"؟ يجيب: "لا ليس صحيحاً، يستطيع الوزير أن يرفع الأسماء التي يريدها من بين المرشحين الخمسة".
هل اخترتم عميد كلية طب الأسنان فؤاد أيوب؟ يقول: "لا أعرف، ولكن كل ما حكي عن تزوير في شهادات الرجل، لا يزال في إطار الشائعات، وليس لدي شخصياً أية إثباتات".