رغم أن غبار معارك جنوب حلب لم ينجل بشكل واضح، إلا أن نتائج مواجهات الأيام الماضية، بين الجيش والحلفاء من جهة ومسلحي فصائل «جيش الفتح» من جهةٍ أخرى، بدأت بالظهور،إذ سيطرت القوّات السورية بعد اشتباكات عنيفة دامت لأيام على تل أم القرع، جنوبي حلب، حيث ثبّتت نقاطها هناك ودعّمتها، ما أتاح لها صدّ محاولات «الفتح» من التقدّم والسيطرة عليها. وأدّت عملية أمس إلى قطع طريق إمداد مسلحي «الفتح» من منطقة الراموسة باتجاه خان طومان في الريف الجنوبي.
قيادات «الحر»: الوضع في داريا سيّئ جدّاً

هذا «التثبيت» أتاح لقوات الجيش الهجوم على «الكليّات» كونها تُشرف على جزء منها، بالإضافة إلى خسارة «جيش الفتح» العشرات من مسلحيه في محاولته المتكررة إعادة السيطرة على التلّة الحاكمة.
وفي السياق، دارت الاشتباكات للمرة الأولى داخل الكلية الفنية الجوية بعد انسحاب الجيش والحلفاء منها سابقاً.
في سياقٍ منفصل، أعلن «مجلس جرابلس العسكري» المحسوب على «قوات سوريا الديموقراطية» أمس، القبض على قاتل قائده عبد الستار الجادر، الذي قتل في وقت متأخر من ليل أوّل من أمس، في مدينة عين العرب (كوباني)، الى الشمال الشرقي من حلب. واتهم «المجلس»، بحسب وكالة «هاوار» الكردية، «شبكة سريّة مرتبطة بالاستخبارات التركية»، باعتبار أن «المجلس يعيق مشاريع الدولة التركية، لذلك اغتالت قائده العام الجادر».
ويصبّ مقتل الجادر في سياق الاشتباك التركي ــ الكردي، وخصوصاً مع نيّة الأخير (قوات سوريا الديموقراطية) التقدّم باتجاه جرابلس بعدما سيطر على مدينة منبج. وهو ما دفع أنقرة إلى الضغط على الفصائل المحسوبة عليها في «الجيش الحر» للاستعداد لـ«الدخول إلى جرابلس» وطرد «داعش» منها.
وسبق أن أعلن الجادر في آخر تصريح له، رفضه دخول الفصائل من تركيا، مؤكداً أن «أحد أسباب الإعلان عن التشكيل هو التخوف من دخول فصائل جهادية، مرتبطة بالقاعدة، وتوجد في أعزاز (ريف حلب الشمالي)، ولا تتوقف عن استهداف قسد في عفرين و‏حلب، وهو ما سيشكل فجوة تهديد أمني على كوباني ومنبج».
في موازاة ذلك، نقلت مواقع معارضة عن قادة «الحر» في الشمال السوري، أن «معركة تحرير جرابلس من قبضة داعش بدأت، بعد التشاور مع الحلفاء»، موضحاً أن المقصود بـ«الحلفاء كتركيا الحليف الاستراتيجي والقوي في محاربة داعش».
وفيما تتعرض جرابلس ومحيطها لقصف مدفعي من الجانب التركي، الذي استهدف مواقع «داعش» بحوالى 60 قذيفة ردّاً على سقوط قذائف هاون على قضاء قاراقاميش في ولاية غازي عنتاب بحسب شبكة «سي أن أن – ترك»، أكّدت وكالة «الأناضول»، لأوّل مرة، وجود اشتباكات بين «الحر» و«داعش» في محيط جرابلس، بالتوازي مع أنباء أخرى تفيد عن استهداف المدفعية التركية، منذ أيام، مواقع «داعش» في جرابلس، ونقاط «قسد» في محيط منبج، وفق وكالة «رويترز».
من جهة أخرى، يواصل الجيش قضم مساحات سيطرة المسلحين في مدينة داريا، في غوطة دمشق الغربية، إذ وصفت مواقع معارضة أن «الرقعة المغلقة التي يسيطر عليها الجيش الحر في داريا تنحسر يوماً بعد يوم». وأكّدت المواقع أن مقاتلي «الحر» باتوا خارج المنطقة الزراعية، ويخوضون معاركهم داخل الأحياء السكنية الغربية. ونقلت المواقع عن قيادات «الحر» في داريا أن «الوضع سيّئ جدّاً»، وخصوصاً أن تقدّم الجيش المستمر يثير تخوفها من خروج منطقة الجمعيات عن سيطرتهم.
(الأخبار)