تكتسب النسخة الخامسة من «مهرجان حرش بيروت» أهمية خاصة هذا العام، بعدما صار الحرج منذ 6 حزيران (يونيو) الماضي متاحاً لجميع الناس طوال السنة، بضغط من جمعيات المجتمع المدني، وعلى رأسهم جمعية «نحن». وبعد انتهاء المهرجانات الصيفية المتنقلة بين المناطق اللبنانية، تنظّم جمعية «السبيل» ومؤسسة «هنريش بل» المهرجان في حرج بيروت اليوم وغداً، مع مروحة غنية من العروض الفنية والمسرحية والتثقيفية. وبعدما كان المهرجان الثقافي الفني الشعبي يفتح أبوابه مرة واحدة في السنة، ولساعات معدودة، سيكسر في النسخة الحالية هذا التقليد، حيث سيمتد من العاشرة صباحاً حتى العاشرة ليلاً.يسعى «مهرجان حرش بيروت» عبر هذه النشاطات الترفيهية والثقافية، الموجهة الى جميع الشرائح العمرية، إلى إتاحة المجال أمام كافة جمعيات المجتمع المدني للمشاركة فيه، ولتقديم أعمالهم وعروضهم، كما يلفت العضو في جمعية «السبيل» علي صباغ. ستكون البرمجة مكثفة ومتنوعة، بما أن المساحة الخضراء باتت أوسع، وقضاء ساعات طويلة في الحرج قد يخفف كثيراً من الضغوط النفسية التي يعيش على أزماتها اللبنانيون، لا سيما أصحاب الدخل المحدود الذين لا يستطيعون الترفيه عن أنفسهم بسبب أوضاعهم المالية الصعبة. هكذا تعمّد المنظمون إقامة نشاطات مختلفة في الوقت عينه وفي أماكن متباعدة، ليترك الخيار للزوار بالمشاركة بالنشاطات التي يرغبون فيها.
مواعيد متنوعة مع «مجموعة كهربا» و«سيركنسيال» وفرقة «أصدقاء الدمى»

البداية عند الثانية من بعد ظهر اليوم مع فرقة «سيركنسيال» (Cirque enciel) التي تقدم عروض سيرك متنوعة سنشاهدها غداً أيضاً بالتوقيت نفسه، قبل أن تقدم حفلة موسيقية غجرية وعرض نار (18/9 ــ س:17:45). وللدمى حصتها أيضاً في هذا المهرجان مع فرقة «أصدقاء الدمى» ومسرحية «حكايات من ضيعتنا» (17/9 ــ س:17:00)، التي تتضمن سرداً لأربع حكايا تدور جميعها حول المرأة وحقوقها والنظرة النمطية التي يحاصرها بها المجتمع. وكما تشرح لنا فاديا التنير، سيعتمد عرض كل قصة من الحكايات الأربع على أشكال متنوعة من الدمى، وعلى طرق تقديم مختلفة. القصة الأولى تتناول قضية الإرث التي عادة ما تحرم منه المرأة، بينما تضيء القصة الثانية على موضوع المساواة في الأجور ما بين الرجل والمرأة من خلال قصة «أم صالح» التي تضطر إلى العمل بدلاً من زوجها المريض، وتتفوق عليه، ومع ذلك تعطى نصف أجر زوجها. القصة الثالثة تتناول الزواج المبكر للفتيات وخطورته على حياة الفتاة الصحية والاقتصادية والنفسية. أما القصة الأخيرة فتدور في معصرة الزيتون عندما تقرر مهندسة زراعية فتح معصرة جديدة في القرية، والتشارك مع صاحب المعصرة القديمة، ويرفض ذلك بداية كونها امرأة. وتلفت التنير هنا إلى أن «أصدقاء الدمى» تعمدوا أن تكون حلول هذه القصص مفتوحة على حلقات تفاعلية مع الجمهور الذي سيحضر بدءاً من عمر العاشرة.
على المسرح الرئيسي للحرج ستحضر الفنانة نسرين حميدان مع فرقتها الموسيقية (17/9 ــ س: 20:30)، في ختام النهار الأول للمهرجان، على أن تختتم المهرجان الفنانة تانيا صالح (18/9 ــ س: 21:00)، التي تشارك للمرة الأولى هذه السنة. صالح التي لم تشارك هذا العام في أي مهرجان، ستحضر في حرج بيروت، لتقدم أغنيات من ألبوماتها الأربعة، كذلك تخبّئ لنا مفاجأة في نهاية الحفلة. وتحرص الفنانة اللبنانية خلال حديثها عن هذه المشاركة على تأكيد أهمية هذا الحدث لناحية استقطابه لجمهور لا يستطيع الذهاب الى المهرجانات الفنية الكبيرة التي تتنقل عادة في الصيف بين المناطق اللبنانية، وأيضاً لناحية تقديم نشاطات ثقافية وفنية لجميع الأعمار.
على البرنامج أيضاً عرض «أصل الحكاية» المسرحي الذي تقدّمه مجموعة «كهربا» (18/9 ــ س: 14:00). يعتمد العمل على مادة الطين الطرية والجافة، التي تتحول في ما بعد الى سيراميك. ووفق أحد مؤسّسي «كهربا»، أورليان زوقي، فإن العرض سيتنقل بين الحضارات عبر شخصيتين رئيسيتين على المسرح، لتعرضا أصول وراثة الحكايات الخرافية، مع تقديم لعروض في النحت والرسم مباشرة وسط الحرج. إلى جانب هذه العروض، هناك مجموعة نشاطات متنوّعة، بدءاً من مشاركة «سوق الطيب» للتشجيع على تناول الطعام الصحي، وإتاحة القراءة والمطالعة عبر المكتبات المتنقلة لجمعية «السبيل»، إضافة إلى ورش عمل. أبرز هذه الورش تلك التي تقدمها جمعية «أبعاد»، والتي ستعرف الأطفال على أنواع العنف ومفاهيم السلام والشراكة، ضمن إطار اللعب والترفيه، قبل أن تعرض الجمعية فيلماً عن الزواج المبكر. للأطفال مساحتهم أيضاً مع فرقة Walkabout Drum Circle التي ستقدم عرضين متتاليين (18/9)، الأول محترف عزف على الطبول الأفريقية للأطفال (س:16:30)، تليه حفلة موسيقية وعزف على هذه الطبول (س: 17:10).

«مهرجان حرش بيروت»: ابتداءً من العاشرة صباح اليوم والغد ــ «حرج بيروت» (قصقص ــ بيروت). للإستعلام:01/664647