أسبوعٌ يفصل عن موعد انتهاء تجهيز الخلية الأولى للطمر في مطمر برج حمّود. وبحسب ما ينص وعد وزير الزراعة أكرم شهيّب، من المُقرّر رفع النفايات المتراكمة في شوارع المتن وكسروان، فضلاً عن النفايات في موقع الكرنتينا (حيث تكدّس جزء من نفايات بيروت) تمهيداً لطمرها، السبت المُقبل.الشركة المُتعهدة تلزيم أعمال إنشاء المطمر (شركة خوري للمقاولات)، أكدت أنها "ستنجز تجهيز الخلية الأولى للطمر مساء الجمعة المُقبل"، وبالتالي سيكون المطمر قادراً على استقبال النفايات المتراكمة بدءاً من صباح السبت. وقالت مصادر مجلس الإنماء والإعمار إن الأخير تسلّم كتاباً من المُتعهّد، يُفيد بإمكانية نقل النفايات بدءاً من الثامن من الشهر الجاري (السبت المُقبل).
إلّا أن تجديد حزب "الطاشناق" رفضه استقبال النفايات غير المُفرزة من شأنه أن يُعرقل كل هذا المسار، إذ أكد الأمين العام للحزب هاغوب بقرادونيان، قبل أيام، أن المطمر "لن يستقبل النفايات المُتراكمة غير المُفرزة"، لافتاً الى أن الحزب لن يتحمّل مسؤولية تكدّس أطنان من النفايات العشوائية.
سيكون المطمر قادرا على استقبال النفايات ابتداء من صباح السبت المُقبل

في اتصال مع "الأخبار"، أكّد نائب الأمين العام أفيديس كيدانيان أن الحزب لا يزال على موقفه الرافض لاستقبال النفايات المُتراكمة، مُشيراً الى "أننا قلنا كلمتنا منذ البداية بأن من يفتعل المشكلة، عليه أن يجد الحلول".
وليست هذه المرة الأولى التي يُعلن فيها الحزب رفض استقبال النفايات غير المُفرزة. ففي 6 أيلول الماضي، وعقب اجتماع مع رؤساء اتحادات بلديات المتن وكسروان وبلديتي برج حمّود والجديدة ــــ البوشرية ـــــ السدّ، برئاسة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، صرّح بقرادونيان بأن الحزب لن يقبل بـ"استقبال النفايات التي تراكمت لأكثر من أسبوعين في الشوارع". حينها، ردّ وزير الزراعة أكرم شهيب تصريح بقرادونيان الى "انفعالية" غير مقصودة، لافتاً الى أن "الخطة ستستكمل مسارها العادي".
وطوال هذه المُدة، ارتبط الحديث عن موعد رفع النفايات المُكدّسة بموعد تجهيز الخلية الأولى للطمر، على اعتبار أن "مصير" النفايات القديمة هو الطمر في برج حمّود. وكان شهّيب قد قال لـ"الأخبار"، الأسبوع الماضي، إن النفايات المُكدّسة لن تُرفع قبل انتهاء تجهيز الخلية الأولى للطمر، موحياً بأن "المصير الحتمي" لهذه النفايات هو المطمر.
أين ستُصرف هذه النفايات إذاً في ظلّ موقف "الطاشناق"؟
"فلتتدبّر البلديات أمورها، أو ليذهبوا بها إلى الكوستا برافا أو الى أي مكان آخر"، يقول كيدانيان مُكرّراً: "ليست مسؤوليتنا".
يُذكر أن الطاشناق أقفل صباح 24 آب الماضي الطريق المؤدي الى التخزين المؤقت في برج حمّود إثر الاحتجاج الكتائبي الرافض لإنشاء المطامر. حينها، ربط الحزب إعادة فتح الطريق بـ"استكمال خطة النفايات الحكومية".
إقفال الطريق أدّى الى تراكم النفايات المشمولة في عقد التخزين (نفايات المتن وكسروان وجزء من نفايات بيروت) في الشوارع لنحو ثلاثة أسابيع. وعندما أعلن شهيب في 13 أيلول الماضي استكمال خطة النفايات، ربط إزالة النفايات بقدرة البلديات المعنية على إزالة نفاياتها القديمة وتخزينها في موقع مؤقت كي تقوم "سوكلين" برفع النفايات "الطازجة"، على أن تُطمر هذه النفايات في ما بعد في مطمر برج حمّود. بلديات عدة عجزت عن تأمين مواقع لتخزين نفاياتها القديمة، الأمر الذي أدى الى لجوء عدد منها الى ركن نفاياتها تحت الجسور وبين البيوت أو الى إحراقها. هذه البلديات كانت تنتظر إقبال الثامن من الشهر كـ"موعد خلاص" لها، إلا أن المُعطيات الحالية تُنبئ بغير ذلك.