آخر تحديث 2:25 PM بتوقيت بيروت | خاص بالموقع في خطابه الوداعي الذي أدلى به مساء أمس الثلاثاء في شيكاغو، لخّص الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إنجازاته التي حققها خلال فترة رئاسته ضمن ولايتين متعاقبتين، وأكد أن الولايات المتحدة هي اليوم «أفضل وأقوى» مما كانت عليه عندما اعتلى السلطة قبل ثمانية أعوام، داعياً مواطنيه إلى الدفاع عن الديموقراطية و«التيقّظ» من العنصرية، التي لا تزال «عاملاً تقسيمياً» في المجتمع الأميركي.

وفي مستهل كلمته «المؤثرة» التي ألقاها أمام نحو عشرين ألف شخص تجمعوا في هذه المدينة التي شهدت انطلاقته السياسية اللامعة واحتفل فيها قبل ثماني سنوات بانتخابه رئيساً للبلاد، شدد أوباما على «قدرة الأميركيين العاديين على إحداث تغيير». وقال: «إذا قلت لكم قبل ثماني سنوات بأن أميركا ستعكس اتجاه حالة الكساد الاقتصادي، وإننا سنفتح فصلاً جديداً مع الشعب الكوبي، وإننا سنضع حدّاً لبرنامج إيران النووي للتسلح دون إطلاق رصاصة واحدة، وإننا سنقضي على العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، إذا قلت لكم كل ذلك لربما قلتم إن تطلعاتنا كانت عالية أكثر مما يلزم، ولكن ذلك ما قمنا به. إن أميركا هي في وضع أقوى الآن أكثر مما كانت عليه حين بدأنا».
وأوضح الرئيس الأميركي أن خلق الوظائف وإصلاح التأمين الصحي وتصفية أسامة بن لادن هي إحدى أهم إنجازاته. ولم ينس في خطابه التطرق إلى مسألة التغير المناخي، مؤكداً أن إنكار هذه الحقيقة العلمية هو «خيانة للأجيال المقبلة»، في ما بدا أنه تحذير وجهه إلى دونالد ترامب دون أن يأتِ أبداً على ذكر اسمه.
وفي هذا الإطار، حاول أوباما طمأنة مؤيديه الذين لا يزالون تحت تأثير الانتخاب غير المتوقع لترامب، من خلال إشادته بالتقدم الذي حققه وبثقته القوية في قدرة الشعب الأميركي على التقدم. كما شكر مواطنيه على الدعم الذي قدموه له، داعياً الأميركيين في الوقت نفسه إلى الوحدة «أيا تكن اختلافاتنا»، مع إقراره في الوقت نفسه بأن العنصرية لا تزال «عاملاً تقسيمياً» في المجتمع الأميركي.
وفي سياقٍ آخر، اعتبر أن نفوذ روسيا والصين على الساحة الدولية لا يمكن أن يقارن بنفوذ الولايات المتحدة، طالما أن واشنطن تدعم القيم العالمية بقوة كالديموقراطية وحقوق الإنسان، «إلا إذا تخلينا عن ما نمثله، وتحولنا إلى مجرد بلد كبير آخر يخيف جيراننا الأصغر»، على حد قوله.
من جهة أخرى، شكر باراك أوباما، نائبه جو بايدن على الفترة التي قضاها في العمل معه، قائلاً: «أعتز بالعمل مع بايدن، كان أفضل قرار لي هو اختياره نائباً لي، أصبحت لي أخاً وصديقاً». إلا أنه بدا شديد التأثر عندما التفت لشكر زوجته ميشيل وابنتيه، ماليا وساشا، على التضحيات التي تعين عليهن القيام بها بسبب توليه الرئاسة. وأشاد مطولاً بابنتيه قائلاً: «من بين كل ما حققته في حياتي، أعظم فخر لي هو أنني والدكما».
وفي نهاية خطابه، عدّل أوباما الشعار الشهير الذي أطلقه في حملته الانتخابية قبل ثماني سنوات من «نعم، نستطيع»، إلى «نعم، فعلناها».
يذكر أن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، سيتسلم رئاسة البيت الأبيض ضمن مراسم تنصيب تقام في الـ20 من كانون الأول/ديسمبر.

(الأخبار، أ ف ب، روسيا اليوم)