اقتربت «وحدات حماية الشعب» الكردية من تحقيق حلمها بربط «مقاطعتي الجزيرة (الحسكة وكوباني (عين العرب)» التابعتين لـ«الإدارة الذاتية» تمهيداً لخلق كيان جغرافي مترابط على الحدود التركية، مستفيدة من الغطاء الجوي الذي تؤمنه لها طائرات «التحالف» الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية. هذه الطائرات لم تكن مجدية سوى في فتح الطريق أمام «الوحدات» لقضم المزيد من الأرضي «الداعشية» بعد فشل ذريع في العراق ومناطق سيطرة «داعش» الأخرى في سوريا.
ويبدو أنّ قيام كيان كردي في الشمال السوري يتوافق مع «غرفة عمليات التحالف» التي تتحرّك طائراتها وفقاً للمندوب الكردي فيها المتصل بقيادته في الشمال السوري. وفي اليومين الماضيين، نفذت هذه الطائرات عشرات الغارات في ريفي رأس العين وتل أبيض وفتحت الطريق لـ«الوحدات» للتقدم والتمركز والانتشار في القرى. وأتاحت هذه الغارات لـ«الوحدات» الوصول إلى مدخل مدينة تل ابيض الحدودية مع تركيا في ريف الرقة الشمالي، في وقت تتقدم فيه قواتها باتجاه مدينة عين عيسى الاستراتيجية، وهو ما يعني التمكّن من ربط محافظة الحسكة شرقاً بمدينة عين العرب في ريف حلب، غرباً.
القوات الكردية تمكنت من تطويق مدينة تل أبيض من الجهتين الشرقية والغربية، من خلال تقدم قواتها نحو المدينة من جهتي رأس العين في ريف الحسكة وعين العرب. المعلومات تضاربت عن تمكّن «الوحدات» وفصائل «الجيش الحر» من السيطرة على المدخل الشرقي لتل أبيض، في وقت أكدت فيه مصادر ميدانية لـ«الأخبار» أن مقاتلي «الوحدات» وعدداً من فصائل «الحر» المنضوية في «غرفة عمليات بركان الفرات» سيطروا أمس على تلة بير عاشق (3 كلم جنوب شرق المدينة) من جهة الحسكة، وذلك بعد تنفيذ التحالف عدة غارات في المنطقة. مصادر ميدانية أكدت أن «داعش بدأ أمس سحب عناصره من المدينة ونقل آلياته الثقيلة والمعتقلين إلى مدينة الرقة تمهيداً لإخلاء المدينة بشكل كامل، نتيجة كثافة غارات التحالف». المصدر ذاته قال إنّ «عناصر داعش قاموا بتفجير جسري الجلاب وشريعات شرق المدينة لتأخير تقدم الوحدات وليتمكنوا من إخلاء المدينة».
وفي السياق، تمكنت «الوحدات» بالتنسيق مع «التحالف»، من تحقيق تقدم هام على طريق عام حلب ــ الحسكة الدولي، من خلال السيطرة على مفرق عين عيسى الاستراتيجي في المنطقة. وتبادل «الوحدات» و«داعش» الاتهامات حول تهجير المدنيين واستخدامهم كدروع بشرية.
الآلاف من المدنيين في تل أبيض وريفها تجمهروا على البوابة الحدودية للفرار إلى الأراضي التركية من الاشتباكات وغارات «التحالف»، وهو ما دفع بالعديد من المواقع الإعلامية إلى اتهام «الوحدات» بتنفيذ حملة تهجير للمنطقة «تمهيداً لتكريدها»، وطرد العرب الذين يشكلون الغالبية العظمى من منطقة تل أبيض.
(الأخبار)