أحمد شافعيكلما أحببت
رأيت نفسي مع امرأةٍ
واقفين في شباكٍ،
أو شرفةٍ،
على شاطئ بحرٍ
أو في محطة في الفضاء.

ومن كل تلك النوافذ
تظهر الأرض كرةَ بلياردو
تنتظر دفعةً
تتدحرج ساطعةً إثرها
نحو ثقب أسود.

■ ■ ■

كلما أحببت
فكرت أنني يوماً ما سأعيش
أعتني بماعز،
هذا ليس رأيي في المرأة،
هذا رأيي في نفسي:
راعٍ غير متمرِّس
يعتني في إخلاصٍ
ثم يذبح بلا ضغينة.

■ ■ ■

كلما أحببت
فكرت في منضدة خاوية،
وفي محل زهورٍ
وفي قولي للبائع أيَّ شيءٍ
عدا الحقيقة:
أبحث عن إكليل ذابل
لمنضدة يانعة.

■ ■ ■

كلما أحببت
فكَّرت في القبلات
في خدِّي بين يدين
ولساني بين شفتين
وفي رموش أخرى
تمسُّ ما لا تمسُّه
إلا رموشي.
في أن أبدأ قصة حبي
بما يرجأ عادة للنهايات:
قبلة فيها شغف كل القبلات
التي لن تكون.

■ ■ ■

كلما أحببت
أشركت بنفسي.
وعلمت أنه كان ثمة كلمة
لا أثر لها في المعاجم
كلمة هي العابد والمعبود معاً
لكنني كلما أحببت
ضيّعتها.

*من ديوان «77» الصادر قبل أيام عن دار الكتب خان