لا شك أن انهيار الاتحاد السوفياتي خلق وضعاً وتوازناً جديدين في العالم، أديا إلى تراجع أحزاب شيوعية عدّة، وخصوصاً في العالم العربي، وتالياً لانكفاء الفكر. اليوم، وفي ظل اشتداد الأزمة الاقتصادية...
لم يخطر في بالي أن المدرسة الجديدة التي سأنتقل إليها ستختلف عن تلك التي كنت أرتادها. لم أعرف بأن «مكتبة»، كانت محور حياتي سابقاً، ستجعلني في مدرستي الجديدة أترك مقعدي الدراسي. كنت طفلاً في الثالثة...
كمن يطمئن على نوم أطفاله، لم يكن العلّامة الشيخ حسن طراد يأوي إلى فراشه، قبل أن يطمئن إلى كتبه. يفتش عن الأمكنة التي يشعر بأنها فارغة في مكتبه، ويتأكد من أن كتبه ما زالت هنا. يخاف من الفقدان. فتلك...
أريد أن أقرأ. أريد هذا الكتاب الذي قرأت عنه للتوّ في الصحيفة، وأنا أحتسي فنجان قهوتي الصباحي في منزلي. أو ربما، في مكتبي أو في المقهى. أريد هذا الكتاب الذي نصحني به أحد الأصدقاء، قائلاً: هذا كتاب...
هناك، عند زاوية «استراتيجية» من مدخل مخيم صبرا، ستجد العم أحمد. يتكوّر على الحجر، الذي صار كرسياً لجسده الضئيل، ويسند إحدى يديه على حافة العربة المتهالكه، التي هي كل ما يملك. يغريك بوجهه المبتسم...
يستسهل الفرد منا البحث عن مطعم أو مقهى، لأنه سرعان ما سيجده . والحال نفسها بالنسبة إلى أماكن التسوق . فهذه الأخيرة، إن لم يجدها بنفسه، فستتكفل الإعلانات بذلك. فأينما ذهبت، ستجد إعلانات على الطرقات...
رحم الله ال قائل: «وخير جليس في الأنام كتاب»، أو ذاك الذي نظم الشعر بالكتب فجعلها عماد البيوت. رحم الله هؤلاء، إذ إنهم لم يشهدوا عصر السرعة، حين لم يعد لأحد الوقت الكافي لـ«فلفشة» صفحات كتاب غير ذاك...
تغريك الكتب المصفوفة على العتبة فوق الرصيف بأناقة. تقف أمامها، متنقّلاً بين عناوينها. تتأمّلها، فتشعر وكأنها تقول لك: «ادخل، هناك ما ينتظرك». ترتقي درجتين، فتجد نفسك في مكان صغير بمساحته، ولامتناهٍ...
شيئاً فشيئاً، تتضخم الذاكرة في بيروت. أمكنة تخبو ثم تموت، فتنبت مكانها أخرى. بيروت التي كانت حتى سنوات مضت أليفة ومرتبطة بماضٍ جميل، تستحيل اليوم رقعة كبيرة من الباطون « المسلّح». ماتت تفاصيل كثيرة...