آخر تحديث 3:10 PM بتوقيت بيروت | خاص بالموقع شدد الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة تم تسجيلها يوم الثلاثاء باللغة الإنكليزية وبُثت اليوم، على أنه لا يحق للدول الغربية أن تحدد مستقبل سوريا بدلاً من السوريين، وأكد أنه يعمل على استعادة السيطرة على كل الأراضي السورية، دون أن ينفي أن «طريق اجتثاث الإرهاب في المناطق السورية الأخرى سيكون طويلاً».

وخلال المقابلة التي أجراها مع إذاعة «أوروبا 1» وقناة «TF1» الفرنسيّتين، اعتبر الأسد أن الغرب يدفع الآن ثمن سياسته في سوريا ودعمه لمن ظنهم «معارضة معتدلة»، وكرر رفضه القاطع لمحاولة الغرب تخيير الشعب السوري بينه وبين تنظيم «داعش».
وفي إطار التقدم العسكري الذي يحرزه الجيش السوري وحلفاؤه في عدة مناطق سورية، أكد الأسد أن استعادة السيطرة على مدينة حلب كانت خطوة مهمة جداً، لكنه اعتبر في المقابل أنه من السابق لأوانه الحديث عن إحراز انتصار نهائي في الحرب ضد الإرهاب. وتابع القول: «ننوي استعادة كل شبر من أراضينا من يد الإرهابيين، ولن نربح الحرب إلا بعد طردهم من سوريا».
وفي السياق نفسه، جدد الرئيس السوري اتهامه الغرب، وخاصة بريطانيا وفرنسا، بـ«دعم الإرهابيين» في سوريا. لكنه أكد في الوقت نفسه استمرار «الاتصالات غير المباشرة» بين الأجهزة السورية المعنية والاستخبارات الفرنسية، على الرغم من انعدام العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وباريس، باعتبار أنّ السياسة الفرنسية حيال سوريا «قامت، منذ البداية، على دعم الإرهاب». كما قلل من أهمية الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «الذي أصبحت نسبة شعبيته في الحضيض وبلغت11%».
ومن ناحية أخرى، رفض الأسد السماح لوفود تابعة لـ«منظمة العفو الدولية» بزيارة سوريا «تحت أي ظرف من الظروف ومهما كان السبب»، نافياً ما جاء في تقريرها الذي تحدث عن حصول حالات تعذيب وعمليات إعدام جماعية بحق معارضين في سجن «صيدنايا» العسكري، واعتبره قائماً على «ادعاءات كاذبة». ووصف الأسد تقرير «منظمة العفو» بـ«تقرير أطفال»، مشيراً إلى أن الحكومة السورية «لا تستعمل أساليب التعذيب، التي ليست من شيمنا، في السجون». وتساءل في هذا الإطار عما إذا كان من الممكن أن تقبل باريس زيارة وفد سوري لتقصي الحقائق حول هجمات الجيش الفرنسي على الليبيين، مثلاً. كما نفى الأسد الاتهامات التي وجهتها منظمة «هيومن رايتس ووتش» إلى الجيش السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية في حلب. ووصف كافة الاتهامات التي وردت في تقرير المنظمة بأنها كاذبة.
وفي ختام المقابلة، اعتبر الرئيس السوري أن قرار نظيره الأميركي، دونالد ترامب، بحظر دخول اللاجئين السوريين إلى الولايات المتحدة «غير موجه ضد الشعب السوري، بل يرمي إلى إحباط محاولات الإرهابيين، الذين يشكلون خطراً على الولايات المتحدة، التسلل إلى الغرب». وأعاد إلى الأذهان إلى أنه سبق لهؤلاء أن دخلوا إلى عدد من الدول الأوروبية ولا سيّما ألمانيا. كما شكر روسيا على المساعدة في دحر الإرهاب، لافتاً إلى أن موسكو تحترم السيادة السورية، وأنها كانت تنسق مع السلطات السورية في كل مرحلة استراتيجية أو تكتيكية من مراحل عمليتها العسكرية. وفيما شدد على أن الروس لم يفعلوا شيئاً أبداً دون أن يتشاوروا مع السوريين، أقر بأنه لولا الدور الروسي، لكان الوضع في سوريا اليوم أسوأ، مؤكداً أن الدعم الروسي لعب «دوراً حاسماً» في إضعاف تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة».

(الأخبار)