ابتدأ المشوار عام 2010. يومها، اندفع «مجلس لبنان للأبنية الخضراء» بالشراكة مع «المركز التربوي للبحوث والإنماء» و«مؤسسة مخزومي» لتحقيق رؤية حول تعزيز المسؤولية البيئية لدى تلامذة المدارس وتوعيتهم على مبادئ المجتمع المستدام. الرؤية باتت اليوم حقيقة واقعة تتجسد في الغرفة الخضراء التفاعلية أوGreen Demonstration Room. وأصبح بإمكان تلامذة المدارس الرسمية والخاصة زيارة المشروع في دار المعلمين والمعلمات في جونية.
هنا يتعرفون إلى مبادئ المباني الخضراء، والاستعمال الحكيم والفعّال للطاقة، والمحافظة على المياه وغيرها من الثروات الطبيعية التي تتعلق في مجال ما بالبيئة وسلامتها.
من يزر المكان لا بد له أن يمر بسبع مراحل تعليمية أو أقسام تسلسلية يرافقه مرشدون مدرّبون. في كل محطة من المحطات السبع يتعرف التلميذ إلى ناحية بيئية معينة بالاعتماد على مجسمات حقيقية، مجسمات اختبارية، لوحات تعليمية، أفلام وثائقية، ونقاشات تفاعلية بين التلامذة بإدارة مرشديهم.
بعد عرض المشاكل المعاصرة، ينتقل التلميذ للتعرف إلى طرق الحفاظ على الطبيعة. يطّلع على مختلف طرق الفرز والتدوير وطريقة حساب البصمة الكربونية، ويتعلم كيفية الحفاظ على الموارد المائية وأهمية تخزينها وتكريرها وإعادة استعمالها.
في مرحلة لاحقة، يختبر التلميذ مواد البناء المستعملة والأدوات المناسبة للحفاظ على الطاقة في حياته اليومية، ومن ثم يتم استعراض الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية وغيرها، وكيفية استخراجها للتخفيف من الاستهلاك والهدر للموارد الطبيعية.
في نهاية الرحلة، يتعهد التلميذ بالسير بالمبادئ التي تعلمها. تشرح أمينة سر مجلس لبنان للأبنية الخضراء ريما سرور الحسيني أن الهدف من التعهد تحفيز التلامذة على التزام هذه المبادئ ونشرها في المجتمع. تطرح توصيات لديمومة المشروع، منها رصد موازنة سنوية لضمان استمرار جودة أداء المركز علمياً وإدارياً وتطويره الدائم وتعميم هذا المشروع على مختلف المناطق اللبنانية لتوسيع انتشار مبادئ المسؤولية البيئية. وتشير سرور إلى أنّ المجلس ساهم، بدعم من مؤسسات خاصة عدة، في التمويل المباشر وغير المباشر عبر تقديم المعلومات والمواد وتركيب بعض التجهيزات، لنشر ثقافة البناء الأخضر ومشتملاته.
وتقول رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء ندى عويجان «إذا كانت المدرسة هي المكان الذي يتم فيه إعداد الموارد البشرية للمستقبل، فإننا على طريق إعداد مواردنا البشرية بصورة سوية لقيادة التغيير في السلوكيات وتكريس الوعي بخطورة العبث بمواردنا المحدودة، لكي نحفظها متجددة ومستدامة للأجيال الآتية. سيكون المبنى الأخضر النموذجي مختبراً يخدم التربية».