عام 2010، كانت رزم من شرائط الـ «نيغاتيف» مرمية في الاستوديو المهجور للمصوّر البتروني الوحيد في زمانه إميل بولس. إنتشلها ألفرد موسى من بين الغبار وعمل على إعادة تظهير ما سلم منها ليكتشف «الكنز المفقود»: أكثر من 80 ألف صورة (تعود إلى الفترة بين 1920 و1970) لمعظم سكان البترون. عام 2012، نظّم موسى المعرض الأول في سوق البترون القديم كُرّم خلاله بولس الذي كان في الـ 92 من عمره.
يومها، كثيرون من البترونيين «قاموا» من بين الأموات بعدما تعرّف عليهم أبناؤهم وأقرباؤهم، فشكلوا شجرة لأهالي المدينة.
تمكن موسى من وضع الأسماء على الصور، ما شجعه على إقامة معرض ثان عام 2013 غاب عنه بولس الذي كان قد توفي يومها. الصيف المقبل يُنظّم المعرض الثالث لصور جديدة. يشير موسى الى انه تمكن حتى الآن من إعادة تظهير أكثر من 40 ألف صورة، عرض منها حتى الآن 15 ألفاً، فيما يعمل مع مختصين على ترميم الـ «نيغاتيفات» المتضررة. في القصر البلدي، ستعرض على مدى يومين مجموعة من هذه الصور، إلى جانب أخرى التقطت نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين جمعها موسى من بيوت ومهتمين، تروي فصولاً من تاريخ المدينة البحرية. في الصور، يمكن لأحفاد سليمان شاهين أن يفخروا بأن جدهم كان يقدم أطيب ليموناضة بترونية في مقهاه في السوق القديم، حيث علق يافطة تقول: «هنا أحسن ليموناضة خالية من الغش».
في السوق أيضاً مثلجة (تقدم مشروبات باردة) ومطعم يوسف الحكيم، وصور عن أحياء البترون تبعث على الفخر لأن كثيراً منها لا يزال على حاله. لكن صوراً أخرى تبعث على الحزن. في إحداها رصيف ميناء البترون وقد فُرش ببساط من الإسفنج الذي كان البترونيون يستخرجونه قبل أن ينقرض من الساحل اللبناني.