ثلاثة أجهزة أمنية: الأمن العام وقوى الأمن الداخلي ومخابرات الجيش. وشركتان خاصتان:IncoNet - Data Management وvirtual isp. يُرجَّح أنها تمتلك تقنيات «المراقبة الشاملة»، وهي المصطلح المهذّب لعمل سيئ للغاية: التجسس على الناس ورصد تحرّكاتهم واختراق بياناتهم الشخصية من أي نوع كانت، حتى الحميمية منها.
هذا ما تكشفه تسريبات «ويكيليكس» الأخيرة عن لبنان ومصادر أخرى، التي استندت إليها «منظمة تبادل الإعلام الاجتماعي»، في تقرير تحت عنوان «رسم خريطة المراقبة الرقمية الجماعية في لبنان». هذا لا يعني أنّ الجهات الخمس المذكورة وحدها تمتلك مثل هذه القدرة، إلا أن التسريبات قدّمت أدلّة تتصل بهذه الجهات تحديداً، وهي عبارة عن مراسلات مع شركات وفرق عمل لطلب إيضاحات ومعلومات وتجارب على أجهزة وبرامج تُستخدم لأغراض التجسس الشامل، وفواتير بملايين الدولارات لشراء مثل هذا النوع من الأجهزة والبرامج. تؤكد مصادر أمنية رفيعة (رضوان مرتضى) صحّة المراسلات، وتؤكّد أيضاً شراء أجهزة تنصت بملايين الدولارات، ولكنها تنفي نفياً قاطعاً أن تكون هذه الأجهزة توفر إمكانية المراقبة الشاملة للاتصالات، سواء عبر الهواتف الخلوية أو الشبكات الرقمية، مشيرةً إلى أنّ قدرة هذه الأجهزة تنحصر بتعقّب اتصالات محدودة. الأمر غير محصور بالجهات المحلية، فالخصوصية منتهكة من جهات خارجية، بتغطية من الحكومة أحياناً، كتسليم «داتا» الاتصالات كاملة إلى المحكمة الأمنية (بالإضافة إلى الأجهزة الأمنية المحلية)، أو عبر عمليات خاصة، كالتي كشفت عنها وثيقة، نشرها موقع censoo.com، تفيد بأنّ وكالة الأمن القومي الأميركية اخترقت منذ فترة طويلة سنترالات أوجيرو وتمكنت من التجسس على الداتا الصادرة من لبنان وتصفيتها ومعالجتها