في اللوحة التي تشير إلى اتجاه بلدة القليلة (قضاء صور)، خُطّ اسم البلدة إلى جانب «مقام النبي عمران». تتباهى القليلة بأنها، استناداً إلى الروايات التاريخية، تحتضن مقام والد السيدة مريم. في حي «يواكيم»، في البلدة، غرفة كبيرة فوقها قبة خضراء، يقابلها صليب خشبي رُفع في الباحة الخارجية.
تحتضن الغرفة مقاماً تقول الروايات إن النبي عمران مدفون داخله. ثرى والد السيدة مريم يجذب الزوار من المسلمين والمسيحيين، لا سيما في عيدي سيدة البشارة والفصح. على الجدران، وفي الزوايا، تختلط العقائد الدينية: شعارات وأدعية وأيقونات وفوانيس وشموع وسبحات تزدحم حول الضريح المبني الذي غُطي بقماشة خضراء.
في السنوات الأخيرة، اعتادت جمعيات مسيحية تنظيم مسيرات تحت شعار «على خطى السيدة مريم العذراء» من قانا إلى القليلة مروراً بصور. وبحسب مدير المواقع الأثرية في قضاء صور علي بدوي، «يعود بناء المقام إلى الفترة ما قبل الصليبية. وفي الاتفاقية على تقاسم الأراضي بين سلطان المماليك قلاوون ومارغريتا حاكمة صور، في العهد الصليبي، ذكر المقام الذي كان يعرف حينها بدير عمران».
وكانت المديرية العامة للآثار أجرت سنة 1996 أعمال تنقيب في العقار المجاور للمقام أظهرت في طبقات مختلفة آثار معبد روماني مكرس على اسم سابينا، زوجة الإمبراطور الروماني ادريانوس. كما وجدت آثاراً لكنيستين، الأولى بُنيت في العهد البيزنطي، والثانية في العهد الصليبي. ولأهمية المكتشفات، استملكت المديرية العقار وغطّت المكتشفات في انتظار توافر تمويل لتأهيل الموقع وتكريسه موقعاً سياحياً دينياً.