لم يكن عبثياً تماماً إعلان «أمير» جبهة النصرة في القلمون، أبو مالك التلّي، رفض تسوية تؤدي إلى انسحابه ومقاتليه من الجرود إلى محافظة إدلب. التلّي، بحسب مصادر على صلة بالمجموعات الإرهابية في الجرود، كان يُعوّل على قدرة مقاتليه على احتلال بلدة عرسال مجدداً، مع انطلاق هجوم المقاومة. لكنّ إجراءات الجيش اللبناني المشددة أفشلت مخطط التلّي الذي كان يريد تكرار سيناريو عام 2014.
وقد تضاربت المعلومات الواردة من الجرود بشأن معنويات المسلحين ومدى قدرتهم على الصمود أمام تقدم حزب الله. وفيما تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي معطيات تحدثت عن وقوف عناصر تنظيم داعش ومسلحي النصرة صفاً واحداً في وجه الهجوم، وضعت مصادر عسكرية ذلك قي خانة الحرب النفسية، مستعيدة الحرب الإعلامية التي خاضها المسلحون قبل المعارك التي خسروها، من القصير إلى يبرود والزبداني.
وفيما توقّعت مصادر دائمة التواصل مع مسلحي الجرود أن تشهد الجرود معارك طاحنة، فإنها لفتت في الوقت عينه إلى أن حال مقاتلي النصرة اليوم لم تعد كما كانت في السابق، لجهة أن قدرتهم على الصمود باتت أضعف من ذي قبل.
في موازاة ذلك، أكّدت مصادر عسكرية لبنانية أن التحدي الأكبر أمام الجيش هو حماية المخيمات للحؤول دون استخدامها في المعركة الجارية، متوقعة تكثيف جبهة «النصرة» هجماتها نحو مواقع الجيش قرب عرسال. وشددت المصادر على أن الجيش لن يسمح للمسلحين بأن يتسللوا إلى مواقعه، وأنه سيواجههم بكل ما أوتي من قوة.