بدأت السلطات الكينية منذ بداية هذا الأسبوع بتطبيق أقسى قانون في العالم للحدّ من استخدام أكياس البلاستيك. يعاقب هذا القانون على إنتاج أو بيع أو حتى استخدام الأكياس البلاستيكية بالسجن لمدة تصل إلى أربع سنوات، أو دفع غرامة 40 ألف دولار، وذلك مع بدء سريان قانون هو الأكثر صرامة في العالم للحدّ من التلوث الذي تسببه المواد البلاستيكية.
وبذلك تنضم كينيا إلى أكثر من 40 دولة حظرت استخدام الأكياس البلاستيكية كلياً أو جزئياً، أو فرضت ضرائب على استخدام الأكياس البلاستيكية التي تستعمل مرة واحدة، ومن بينها الصين وفرنسا ورواندا وإيطاليا.
ويسمح القانون الكيني للشرطة بملاحقة حتى كل من يحمل كيساً بلاستيكياً. لكن وزيرة البيئة جودي واكهونغو، قالت إن تطبيق القانون سيكون أولاً على المصنعين والموردين. وأضافت: «لن يتضرر المواطن العادي».
وكانت كينيا قد قامت بثلاث محاولات على مدى عشر سنوات لإقرار الحظر، لكن القانون لم يكن يحظى بتأييد الجميع.
في أول رد فعل على القانون، قال صامويل ماتوندا، وهو ناطق باسم اتحاد المصنعين في كينيا «إن الحظر سيؤدي إلى خسارة 60 ألف وظيفة وسيجبر 176 مصنعاً على الإغلاق»، مع إشارته إلى أن كينيا تعتبر أيضاً مصدراً كبيراً للأكياس البلاستيكية في المنطقة. وأضاف: «ستكون التداعيات غير المباشرة شديدة للغاية. ستؤثر حتى في النساء اللواتي يبعن الخُضار في السوق. كيف سيحمل الزبائن مشترياتهم إلى المنزل؟».
إلا أن أوساطاً بيئية أخرى قد أكدت أن هناك الكثير من البدائل. وقد بدأت سلاسل متاجر كبيرة في كينيا مثل «كارفور» الفرنسية و«ناكومات» في تقديم أكياس من القماش لزبائنها عوضاً عن الأكياس البلاستيكية، فيما تفكر جمعيات بصناعة أكياس من القماش للاستخدام الدائم في التسوق ولأكثر من مرة بالطبع.
وقال الطبيب البيطري الكيني مبوثي كينيانغوي، وهو يراقب رجالاً في زي أبيض يزيلون أكياساً بلاستيكية مبتلة من بطون أبقار نافقة: «لم نكن نشهد هذا قبل عشر سنوات، لكنه الآن يحدث بوتيرة شبه يومية».
وكانت آخر البيانات والدراسات السابقة للأمم المتحدة في مجال البيئة قد توقعت أن يصبح حجم البلاستيك أكثر من الأسماك في المحيط بحلول عام 2050، مؤكدة أن الأكياس البلاستيكية تستغرق ما يراوح بين 500 وألف عام لكي تتحلل في الطبيعة أو في البحار، وتدخل السلسلة الغذائية للإنسان من خلال الأسماك وحيوانات أخرى. وانتزع 20 كيساً من بطون بعض الأبقار في مجازر بمدينة نيروبي بعدما كانت الحيوانات في طريقها للاستهلاك الآدمي.