«جنرال (ميشال عون) تحية وبعد. على أثر حشد اليوم، هل ما زلت مُصراً على الاستطلاع؟ أم أنه أصبح هرطقة دستورية؟... هو يُهاجم الجيش اللبناني وقائده. يُبرر إخفاقه في الشارع بعدم قدرته على التجييش بأن هذه فقط هي البداية. رأس حُكمك 200 شخص... مستعد أن أدعوكم جميعكم إلى الغداء وأشدد على تلبيتكم العزيمة، والله ما بتكسروني». أما بالنسبة إلى صورة الجندي الذي نقل بعربة للجيش بعد إصابته، فهي «ليست بسبب جماعة الأسير ولا داعش ولا النصرة ولا حتى من مواطن سُنّي. هي من مناصري الجيش».
لذلك، وبهذه المناسبة «ألف تحية وتحية إلى قائد أرغم الخصوم قبل الحلفاء على احترامه. هكذا تكون القيادة والزعامة. ألف تحية للحكيم (سمير جعجع)». هذه التعليقات هي لمناصرين لحزبي الكتائب والقوات اللبنانية. سقطت هيبة ورقة التفاهم بين القوات والتيار الوطني الحر التي تمكنت حتى وقت قريب من سحب فتيل التشنج بين أنصار الطرفين، وحلّت مكانها التعليقات الساخرة و«الجارحة» بحق «عماد الرابية» الذي تظاهر مؤيدوه يوم أمس في وسط العاصمة بيروت تحت عنوان «استعادة حقوق المسيحيين». موقع «القوات» الإلكتروني بقي «محايداً» مكتفياً بنقل التطورات من دون أي تعليقات انتقادية كما كان يحدث دائماً. في حين أن الموقع الإلكتروني لـ«الكتائب» وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ركزت على «اعتداء» العونيين على العناصر الأمنيين، مزكية الأخبار التي تنتقد هذا التحرك.
رغم ذلك، لم يصدر أي موقف رسمي عن قيادة الصيفي، «نحن كحزب تفرجنا على التظاهرة من دون أن يكون لنا موقف مما حصل»، يقول أحد أعضاء المكتب السياسي الكتائبي.

تفرّجنا على
التظاهرة من دون
أن يكون لنا موقف
مما حصل
يوضح أن «التظاهر هو حق من حقوق أي فريق لبناني ووسيلة تعبير لا يُمكن أن نعارضها. إلا أنه كان بالإمكان أن تمرّ من دون خلق إشكالات مع الجيش». بالنسبة إلى الكتائب، مؤسسة الجيش «هي آخر مؤسسة جامعة للبنانيين تتعرض للكثير من الضغوط، لذلك كان يجب تفادي الاحتكاك. احترام المؤسسة العسكرية لا يكون انتقائياً». يربط عضو المكتب السياسي بين «الديناميكية الحديثة التي يشهدها المجتمع المسيحي» وخيار عون بالتحرك الشعبي، فـ«أراد أن يقول إنهم (العونيون) ولهم دورهم في الحياة السياسية». ولتأكيد ذلك، تكفي «العودة إلى ما حصل بداية جلسة مجلس الوزراء، لم يكن صدفة توقيت مداخلة (وزير الخارجية) جبران باسيل. هذا الكلام هو شدّ عصب وعرض عضلات». كان من المتوقع أن «يعتبر التيار أنه حقق إنجازاً، ولكن أين الانتصار؟ ما الذي حققوه؟»، يسأل عضو المكتب السياسي. ويضيف أنه «حتى داخل الحكومة أُقر مرسوم توزيع الاعتمادات على المؤسسات العامة والخاصة للعناية على نفقة وزارة الصحة العامة. رغم تبريرات عون بأن ذلك خدمة للمرضى ولكن مبدأ عدم إقرار أي بند إما يكون شاملاً أو لا يكون».
أما بالنسبة إلى معراب، فالإحراج سيّد الموقف: «نحاول التطبيع مع العونيين لذك نحاول عدم توجيه أي انتقاد لهم»، استناداً إلى مصدر مسؤول في القوات. إلا أنه يجزم بأن «هذه التحركات لن توصلنا إلى أي مكان». طبعاً مع «حفظ حق كل جماعة بممارسة الديمقراطية كما ترتئي. هذا ليس أسلوبنا». لا يعرف المصدر بناءً على أي أساس وضع عون حساباته، «فقد كان واضحاً منذ البروفا أن الأعداد لن تكون كبيرة، حتى أن (النائب) ناجي غاريوس اعترف على التلفزيون بأن أعداد القوى الأمنية فاقت أعداد المتظاهرين».
القوات لم تتفاجأ بحديث عون خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد انتهاء الاعتصام «لم نرَ فيه أي جديد». ولكن المُزعج في الموضوع كان «الخطاب المذهبي الذي يشدّ عصب الشارع، ولكن هذا ليس زمانه». والسبب هو أن «المنطقة تغلي يجب التعاطي مع الأمور بعقلانية وحكمة. عند تبدل الدول يجب أن نحفظ رؤوسنا».