لا أحد يعرف تماماً ما هي «الخطة التسويقية» التي جعلت بلدات جنوبية معينة تمتاز عن غيرها بأصناف معينة من المونة. لكنها، على أية حال، «خطة» نجحت في تربّع بلدة عربصاليم، مثلاً، على «عرش الملوخية»، وغيرها على «عروش» أخرى. تفاخر عربصاليم بـ«ملوخيتها» ما دفعها الى تنظيم مهرجان سنوي خاص بها بالتزامن مع موسم قطافها في الصيف. صيت ملوخية عربصاليم غلب على ملوخية سهل الميدنة في كفر رمان، وجعلت سعر الكيلو الواحد منها يصل إلى أربعين ألف ليرة.
البرغل المجروش هو «كنز» حومين الفوقا، جارة عربصاليم. لم يتخل أبو رامي عن طقس سلق القمح في «دست» كبير فوق موقدة الحطب. بمعاونة زوجته اعتدال، يفرش حبات القمح المسلوق على سطح منزله لتجفيفها، قبل أن تُنقّى من الشوائب فوق «الطبلية». قبل عقود، كان يطحن على جرن الحجر اليدوي. لاحقاً، بات يجرش في الماكينات الحديثة. أبو رامي واحد من كثر في حومين يحافظون على العادات القديمة ويتخذون منها مصدراً للعيش، ويجعلون لبرغل حومين صيتاً ذائعاً. لعين قانا قصب السبق في شراب البندورة. أما رومين فيعدّ دبس الرمان من ثرواتها. فيما مراعي عرمتى (قضاء جزين) تنتج ألباناً وأجباناً بجودة عالية.