في ظل هذه المعطيات، يبقى بإمكان الأهالي اتباع بعض الخطوات الكفيلة بجعلهم أكثر استعداداً لاستقبال العام الدراسي.
التحضير المسبق:

كما يُطلَب من الطالب التحضُّر نفسياً قبل بداية العام الدراسي من خلال النوم في توقيت أبكر، ومطالعة بعض الكتب المدرسية، كذلك يجب على الأهل أن يتجهزوا مالياً للعام الدراسي، وذلك قبل أشهر من حلول شهر أيلول. فالتحضير المالي المسبق يساعد على التخطيط الطويل الأمد، بما يخفف من ضغوطات اللحظات الأخيرة، وخاصة إذا طرأت زيادة مفاجئة على الأقساط، ما يسمح بالتعامل معها لحين بروز نتائج أي مفاوضات قد تجري لاحقاً بين الإدارة ولجان الأهل.

ومن أبرز وسائل التحضير المسبق:

- إعداد موازنة لحصر الواردات والنفقات، وبالتالي القدرة على وقف أي مصاريف ثانوية غير ضرورية والاستفادة من المال الذي جرى توفيره لتسديد تكاليف الدراسة. ومن المهم معرفة أن أي مبلغ، وإن بدا بسيطاً للوهلة الأولى، إلا أنه إذا حُسب على مدة طويلة يمكنه أن يخلق فارقاً كبيراً.
- الادخار عبر حساب الوديعة لأجل في المصرف المعروف بحساب التوفير والاستفادة من الفوائد. فالادخار صمام أمان للمستقبل وبمثابة القرش الأبيض لأي يوم أسود، وهو يساعد على التعامل مع أي طارئ والتحضير له.

التوفير:

باستطاعة الأهالي توفير مبالغ مهمة من المال من خلال تبادل الكتب الدراسية المستعملة أو بيعها وشراء كتب مستعملة تكون أرخص. فمن المعلوم أن الكتب الدراسية، وخاصة في المدارس الخاصة التي قد تلزم الطلاب بكتب أجنبية محددة، باهظة الثمن وليس من اليسير تحمل ثمنها، وخاصة في حال تعدد الأولاد.
في السياق عينه، يمكن تجنب شراء قرطاسية أو حقيبة مدرسية مرتفعة الثمن لكونها من الكماليات، إذ يلاحظ رغبة الكثير من الأولاد في تبديل حقائبهم الدراسية كل عام، فيما لا تزال الحقيبة صالحة للاستخدام وفي حالة ممتازة.

مداخيل إضافية:

يمكن تأمين مداخيل إضافية تساعد على الحد من النفقات الدراسية من خلال تشجيع الأولاد على العمل خلال الصيف للمساهمة ببعض المصاريف. ومن أبرز ما يمكن القيام به هو إعطاء دروس خصوصية للتلاميذ الأصغر سناً، التي تُعَدّ مصدر دخل مهماً، أو العمل في المطاعم وغيرها من المؤسسات التي تؤمن وظائف موسمية.

تسهيلات من المدرسة

توجد خدمات عدة تقدمها المدارس في مجال الرعاية الاجتماعية لطلابها في محاولة منها لمساعدتهم قدر المستطاع، ولا يجب على الأهالي غضّ النظر عنها أو إهمالها لكونها تساهم في توفير مبالغ مهمة من المال، وجعل تسديد الأقساط مريحاً. فعلى سبيل المثال، تقدم المدارس حسومات مهمة في حال تعدُّد الأخوة في المدرسة نفسها. كذلك هنالك قسم مساعدة التلامذة المحتاجين في المدرسة الذي يدرس الحالة الاجتماعية لكل طالب ويقدم له التسهيلات اللازمة بناءً على حالته. لذلك لا يجب الخجل من اللجوء إلى هذا القسم، خاصة أن أكثر من 50% من الطلاب في المدارس والجامعات يستفيدون من خدماته.
من ناحية أخرى، إن تشجيع الأولاد على الاجتهاد والدرس قد يُثمر مالياً، في ظل وجود منح كاملة أو جزئية تقدمها المدارس للطلاب المتفوقين.

التشارك

التنقل المشترك من وإلى المدرسة/ الجامعة مع تلاميذ الحي، أو التلامذة في الصف نفسه الذين يقطنون في نفس المنطقة يساعد على الحد من تكاليف التنقل الشهرية، وعلى تجنب زحمة السير من خلال الحد من الآليات على الطرقات، وبالتالي الوصول على الدوام إلى الصف.

الاقتراض:

وهو متاح لطلاب الجامعات فقط. قد تختلف بعض شروط قروض التعليم من مصرف إلى آخر، لكنها بمجملها تقوم على فكرة أن القرض لا يسدد إلا بعد مضي عام على تخرج الطالب وألا تتعدى مدة تسديد القرض عشر سنوات من بدء تسديد الأصل. أما من أبرز متطلبات قروض التعليم، فهو النجاح، وهو ما يمكن عدّه محفزاً للطالب للعطاء والاجتهاد، حيث يسمح للطالب بالإجمال بالرسوب سنة واحدة فقط خلال فترة دراسته، على أن يقدّم الطالب للمصرف إفادة مصدَّقة من الجامعة بعلاماته.

تسهيلات أخرى:

- يجب التأكد من التسهيلات التي تقدمها مؤسسة الضمان الاجتماعي أو المؤسسة التي تعمل فيها. والتي قد تغطي جزءاً من الأقساط المدرسية.