لم يعد طلاب الدراسات العليا الذين يعملون كمعيدين في الجامعة الأميركية في بيروت يتقاضون رواتب شهرية رمزية لقاء مساعدتهم الأساتذة في أعمال البحث والتعليم. ففي أواخر أيار الماضي، أبلغت إدارة الجامعة الطلاب، عبر رؤساء الأقسام التي يعملون فيها، بأنها ستغطي رسوم دراساتهم فقط. الطلاب فوجئوا بالقرار وقالوا إنه أتاهم من دون سابق إنذار أو تبرير ومن دون استشارتهم وفي توقيت قاتل كانوا يستعدون فيه لامتحانات نهاية الفصل والعطلة الصيفية.
الحملة الاعتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي بدأت بتوقيع عريضة «أعيدوا رواتب المعيدين، أصلحوا إعانة الطلاب، استثمروا بطلابكم لا بأموالكم». المعترضون الذين يطال عددهم الـ 500 معيد وجهوا أيضاً رسالة إلى وكيل الشؤون الأكاديمية محمد حراجلي ومجلس العمداء يؤكدون فيها أن الرواتب حق من حقوقهم ويظهرون عبء القرار على أوضاعهم المادية كطلاب دراسات عليا. ففي حين طالب المعيدون بزيادة راتبهم إلى 400 دولار أميركي بالحد الأدنى، جرى، كما يقولون، شطبه نهائياً، علماً بأنّ الراتب الشهري للمعيد الذي يعمل 14 ساعة بالأسبوع هو 90 دولاراً أميركياً.
نهاية الأسبوع الماضي، نفذ الطلاب اعتصاماً لنحو 4 ساعات أمام مبنى الإدارة «الكولدج هول»، احتجاجاً على القرار. وقد تجاوز التحرك المطالبة بالرواتب فحسب إلى الحديث عن الهدر وغياب الشفافية المالية في إدارة المرافق في الجامعة. فقد أعد المعتصمون لعبة عليها أسماء نواب الرئيس والمسؤولين الإداريين وكان على الطلاب المشاركين أن يحزروا كم تبلغ رواتب هؤلاء. ففي حين جاءت الأجوبة بأنها تصل إلى 5 آلاف دولار و10 آلاف دولار، وزع المعتصمون عليهم جدولاً عن الرواتب نشرته جريدة «الأخبار» سابقاً (http://www.al-akhbar.com/node/221069) وفيه أن الأجر الأعلى في الجامعة يسجّل لنائب الرئيس للشؤون الطبية الذي يتقاضى 59 ألف دولار شهرياً، في حين يصل متوسط الأجر للمنصب نفسه في الولايات المتحدة إلى 37 ألف دولار شهرياً. أما رئيس الجامعة فيتقاضى 39 ألفاً و500 دولار شهرياً، في حين أن متوسط الأجر للمنصب نفسه في الولايات المتحدة يصل إلى 31 ألف دولار.
الإدارة التي منعت الإعلام من تغطية التحرك داخل حرم الجامعة اكتفت مصادرها بالقول: «نحن كإدارة مع حرية التعبير، أما موضوع المعيدين فهو قيد الدرس وسنجد له الحل المناسب».