لن يجد خبر مجلس الوزراء أمس بتوسيع المطامر على الشاطئ من يبتهج به إلا طيور النورس والمتعهدين. هذا الطائر الأبيض، صاحب الرِجلَيك الصفراوين، بحسب خبير الطيور غسان جرادي، يتغذى على كل شيء، حتى النفايات التي ترمى في البحر من المكبات الملاصقة له، أو من خلال مجارير الصرف الصحي التي بدأت تقلّ في بلدان البحر المتوسط، ما عدا لبنان، حيث هي في ازدياد.
تشكل هذه النفايات غذاءً جيداً للنورس الأصفر الرِّجلَين، الذي يتناولها بنهم، فتكون النتيجة بحبوحة عيش للنوارس التي كانت تعشِّش في فصل الربيع على صخور محمية جزر النخيل، ويمكن أن تنتقل لكي تعشِّش في منطقة الكوستا برافا، إذا ما عرفت أنه سيُمدَّد للمطامر وأن مياه الصرف الصحي لن تعالَج قريباً!
زيادة النفايات على الشاطئ تترجم بتكاثر مفرط للنوارس في الخمس سنوات الأخيرة. كان الخبراء يتوقعون ألا تتسع الصخور للمزيد من الأعشاش، ولكن ما حصل كان مفاجأة للعلم، فلقد تأقلمت هذه الطيور مع طبيعة الحال، فوضع الفائض منها بيضه في أماكن لم يكن يعشِّش فيها سابقاً، أي على الرمال بين النباتات، بعد أن استنفدت مساحات الصخور. طبعاً، هذا الوضع يعَدّ إخلالاً بالتوازن الإيكولوجي، لما له من تأثير في البيئة البحرية والطيور الأخرى، حيث غادر النورس الأودويني صاحب البنية الضعيفة، مقارنةً بالنورس الأصفر الرِّجلَين، ولم يعد يعشِّش على الجزر نتيجة التنافس على مواقع التعشيش. وإذ يقول الخبراء إنه لا يمكن إعادة التوازن إلا بتخفيف النفايات، فيقل عدد النوارس ويعود النورس الأودويني المهدَّد بخطر الانقراض العالمي.