أخيراً، بدأت المنطقة التربوية وبلدية النبطية وهيئة دعم التعليم الرسمي في محافظة النبطية بتطبيق خطة دمج المدارس الرسمية وإعادة توزيعها في المدينة بعد تأخير دام لخمس سنوات. الشهر الأول من العام الدراسي الجاري، شهد إعادة تموضع للمدارس الإبتدائية والمتوسطة التي عانت من تعثر بسبب تسرب عدد كبير من تلامذتها.
المدينة تضم إحدى أهم الثانويات الرسمية على مستوى لبنان أي ثانوية حسن كامل الصباح وتضم 1200 طالب، والعمل جار لإضافة مبنى جديد لاستيعاب الإقبال الكثيف عليها من أبناء المدينة وجوارها. إلا أن التعليم الأساسي لم يكن يوازيها في الأهمية، فالصروح التعليمية العريقة التي خرّجت أبرز فعاليات المنطقة، كادت تقفل أبوابها، لولا مسارعة المعنيين لدعم تكميلية سميح شاهين وابتدائية سمير كريكر وتكميلية فريحة الحاج علي.

إعادة التوزيع استقطبت التلامذة المتسربين من القطاع الخاص

رئيس الهيئة النائب ياسين جابر قال لـ«الأخبار» إن التعليم الرسمي يجب أن يكون بمستوى عال على غرار الأساتذة الذين يمتلكون مؤهلات كفوءة، فضلاً عن أن الدولة تنفق عليه مئات مليارات الليرات. وأوضح أن دراسة أسباب التعثر وانتقال الطلاب إلى مدارس رسمية في المنطقة، بينت أن معظم الطلاب يقصدون المدارس التي تعتمد الإنكليزية كلغة ثانية، فيما معظم مدارس النبطية كانت تعتمد الفرنسية. والسبب الأبرز، عدم توافر روضات. من هنا، دشنت الهيئة والمنطقة بالتعاون مع بلدية النبطية الفوقا تجمع روضات سلمى جابر الرسمية في مبنى المدرسة النموذجية الملحق بدار المعلمين. حتى الآن، التحق بها 80 طفلاً ويتوقع أن يرتفع العدد العام المقبل إلى 250. جابر تولى تجهيز الروضات بالألعاب، على أن تفتتح مكتبة في وقت لاحق. كما أنجز ترميم وتأهيل مبنى تكميلية سميح شاهين وافتتحت صفوف تعتمد تدريس الإنكليزية كلغة ثانية. وفي ابتدائية وتكميلية عبد اللطيف فياض اعتمد تدريس اللغتين. أما ابتدائية سمير كريكر التي كانت تعتمد الفرنسية، فتحولت في المرحلة الإبتدائية إلى الإنكليزية. وتبقى تكميلية فريحة الحاج علي حيث افتتحت فيها صفوف انكليزية على أن تفتتح صفوف فرنسية في وقت لاحق.
على صعيد المباني، لفت مفوض الهيئة أمام الحكومة وسيم بدر الدين إلى أن المعنيين بالخطة أصروا على عدم تغيير أسماء المدارس العريقة (شاهين وفياض والحاج علي)، للمحافظة على الإرث التربوي الرائد للمدينة، علماً بأن مدرستي ليلى نصار وأحمد جابر ومدرسة حي البياض لم يعد لها أثر بعدما جرفت بسبب تصدع مبانيها ودمجت في تكميلية عبد اللطيف فياض بسبب كبر حجم مبناها. وأوضح أنّ مبنى تكميلية فريحة الحاج علي ملك لبلدية النبطية وتشغلها وزارة التربية. أما على صعيد الطلاب، فأشار بدر الدين إلى أن ارتفاع الأقساط في المدارس الخاصة ساهم في إقبال التلامذة على التعليم الرسمي. علماً بأن الطلاب السوريين ملأوا جزءاً كبيراً من الشغور اللبناني. واكد أن المدارس شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في عدد التلامذة المتسربين من التعليم الخاص، ما فرض ضرورة إعادة التوزيع والدعم.