أرادت السعودية من خلال حجز حرية رئيس الحكومة سعد الحريري، وإجباره على تقديم استقالته، إنهاء التسوية الرئاسية ودفع البلاد نحو الخراب. «أنصار السبهان» في بيروت يقولون إنّ التسوية «أمّنت غطاءً شرعياً لسلاح غير شرعي (يقصدون حزب الله). كان قوامها أقوى ماروني، الرئيس ميشال عون، وأقوى سنّي سعد الحريري. السعودية قرّرت أن تسحب الغطاء السنّي، ونصحت ابنها سعد بإنهاء التسوية.
الآن بقي طرف واحد من التسوية، إذا قبضايات فليُحافظوا (فريق ٨ آذار) على الغطاء المسيحي الذي يؤمنه عون». هل هذا يعني أنّ الهدف الثاني بعد الحريري هو عون؟ تهرب المصادر من الإجابة المباشرة، وتقول: «سيعود الحريري إلى البلد، ولكنّه لن يتحمل المسؤولية من جديد. كيف سيقوم عون وحده بذلك؟ وكلّ الضمانات الشكلية التي سيُقدمها حزب الله، لن تكون كافية ليتمكن عون من الحفاظ على التسوية. فليُفتشوا عن واحدة جديدة، مع رُكّاب جُدد ولينسوا أن يكون آل الحريري أحد أطرافها».
ترى المصادر القريبة من الوزير السعودي ثامر السبهان، والتي التقته أخيراً، أنّ السعودية «أضاءت من خلال استقالة الحريري على أزمة وطنية، وحولتها إلى عربية، ولا سيّما اعتبار أنّ مشاركة حزب الله في أي حكومة هو عامل إرهاب للعالم العربي». حالياً، التقدير هو أن «يعود الحريري إلى لبنان ليؤكد استقالته، ويقول للفريق الآخر إنّ عليهم معالجة الأسباب الموجبة لاستقالته حتى يُفكر في العودة عنها. وبما أنّ عون أعجز من معالجتها، وتنازلات حزب الله الشكلية غير مقنعة، نكون قد دخلنا في أزمة. المطلوب، تسليم السلاح (المقاومة) إلى (قائد الجيش) جوزف عون».
يُصرّ هؤلاء على أنهم لم «يحفروا» للحريري، تمهيداً لاغتياله السياسي. وتقول المصادر إنّه «صارحنا الحريري بعد معركة الجرود الأخيرة، بأننا سنذهب للاعتراض عليك، ولن نقبل السير بهذه القصة».
(الأخبار)