في استكمالٍ لـ«المشهدية» التي قدمتها جامعة الدول العربية في اجتماعها الاستثنائي على مستوى وزراء الخارجية، بعد أسبوع من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل»، انطلقت أعمال الدورة الاستثنائية لرؤساء البرلمانات العربية في العاصمة المغربية الرباط أمس، بحضور عشرة من الرؤساء، بالإضافة إلى أمين سر المجلس الوطني الفلسطيني، محمد صبيح، وذلك لمناقشة التطورات الأخيرة المرتبطة بوضع القدس.
وفي كلماتٍ متشابهة، أعلن رؤساء البرلمانات العربية رفضهم قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأدان المشاركون ما وصفوه بـ«الخطوات العبثية التي أقدم عليها ترامب، والتي ستنهي بشكل كبير عملية السلام، وتفتح المنطقة على المجهول». ورأوا في مداخلاتهم أن «إعلان القدس عاصمة لإسرائيل خروج عن الإجماع الدولي، وقرار معزول سياسياً، وديبلوماسياً، وأخلاقياً».
من جهته، رأى رئيس الاتحاد البرلماني العربي، الحبيب المالكي، أن واشنطن بعد قرارها الأخير «لن تبقى مؤهلة لرعاية المفاوضات بين أطراف الصراع، وحماية وتوفير متطلبات السلام وشروطه»، معتبراً أنّ قرار ترامب «يقوّض أفق السلام، ويهدف إلى وأد الحل القائم على إمكانية وجود دولتين»، ووصفه بـ«الشارد خارج الواقع، المجانب للصواب والحكمة».
بدوره، دعا رئيس مجلس النواب الأردني، عاطف الطراونة، إلى البحث عن شركاء دوليين «أكثر إنصافاً لرعاية السلام، بدلاً من الولايات المتحدة الأميركية». وقال إن القرار يمثل «تحولاً خطيراً في مسار القضية الفلسطينية، من شأنه فتح أبواب الفوضى في المنطقة».
على المقلب الثاني، حيث المشهد أكثر حرارةً، أطلق ناشطون في تونس حملة لجمع «مليون توقيع»، بهدف الضغط على البرلمان من أجل سنّ قانون يجرّم «التطبيع مع إسرائيل»، وذلك رداً على قرار الإدارة الأميركية. وكانت «مبادرة توانسة ضد التطبيع» قد أعلنت إطلاق هذه الحملة على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، ودعت المواطنين إلى التوقيع على العريضة، لتمرير مشروع قانون لتجريم التطبيع في مجلس نواب الشعب للمصادقة عليه، مؤكدة أن هذه التواقيع هي مساهمة فعالة وعملية للضغط على المجلس والحكومة لتعجيل النظر فيه.

الكويت تبحث إمكان افتتاح سفارة لها في فلسطين


على صعيد متصل، واصلت الدول العربية والعالمية الاستنكارات الديبلوماسية للقرار الأميركي. وفي خطوة مشابهة لما قامت به الحكومة اللبنانية، أعلن مساعد وزير الخارجية الكويتي، الشيخ أحمد ناصر محمد الصباح، أن هناك «مباحثات جارية مع الجانب الفلسطيني لافتتاح سفارة لبلاده في فلسطين، تتخذ من مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، مقراً لهاً».
من جانبها، دعت قطر إلى توحيد التحرك العربي والإسلامي لتفعيل القرارات الدولية بشأن القضية الفلسطينية، محذرة من تبعات قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ومطالبة واشنطن بالعدول عنه. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، لولوة الخاطر، إن بلادها ترفض القرار الأميركي، محذرة المجتمع الدولي من «مغباته وعواقبه ومآلاته».
بدوره، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، أمس، أنّ بكين «تدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية في حدود عام 1967»، مشيراً إلى أن بلاده «تتفهّم القلق الذي ينتاب البلدان الإسلامية بخصوص القدس، وتدعم محادثات السلام».
أيضاً، طالب الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، دول منظمة التعاون الإسلامي بإعادة النظر في علاقتها بإسرائيل.
(الأخبار، الأناضول)