رغم أن محمد المدني، مسؤول ملف «التواصل مع المجتمع الإسرائيلي» في حركة «فتح»، صاحب سيرة نضالية منذ التحاقه بصفوف الثورة الفلسطينية في لبنان، فإنه بات ينظر إليه بعين الريبة بعد إمساكه بملف التواصل مع الإسرائيليين، وخصوصاً عقب مرافقته رئيس السلطة محمود عباس للمشاركة في مراسم دفن الرئيس الإسرائيلي الأسبق شمعون بيريز.
المدني من أبناء فلسطين المحتلة عام 1948، وهو من مواليد الجليل شمال الأراضي المحتلة، ورحل إلى لبنان في ذروة وجود الثورة الفلسطينية فيه، وكان أحد مساعدي خليل الوزير «أبو جهاد» لشؤون «جهاز الأرض المحتلة».

تنقل المدني ما بين الأردن ولبنان وتونس، قبل أن يعود إلى فلسطين في أعقاب توقيع اتفاقية أوسلو، وعيّن في ذلك الوقت محافظاً لمدينة بيت لحم. وفي عهده، تم حصار كنيسة المهد، وكان في صف المقاومين داخل الكنيسة، ورفض التفاوض مع الإسرائيليين لفك الحصار، واشترط أن يكون حل أزمة الكنيسة عبر الرئيس الراحل ياسر عرفات.
انتخب عضواً في «اللجنة المركزية لفتح» في المؤتمرين السادس والسابع، ودافع عنه عباس بشدة في المؤتمر الأخير أمام سيل الانتقادات التي تعرض لها من أعضاء المؤتمر على خلفية «لجنة التواصل» مع الإسرائيليين التي شكلت عام 2012 بعد قرار الأمم المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين كعضو مراقب. وقد نشط المدني في تأمين زيارات الوفود الإسرائيلية للمقاطعة وللقاء «أبو مازن»، بالإضافة إلى فتح قنوات الاتصال مع مختلف الشخصيات الثقافية والسياسية والحزبية وكذلك مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني في إسرائيل.
ومنتصف 2016 صدر خبر لم يتبين مدى تطبيقه فعلياً، وفحواه أن وزير الأمن أفيغدور ليبرمان أصدر قراراً بمنع دخول المدني إلى فلسطين المحتلة، بحجة أن الأخير «أشرف خلال 2016 على نشاط تآمري ضد وحدة صف المجتمع الإسرائيلي، وحاول دق إسفين بين شرائح المجتمع من خلال محاولاته إنشاء أحزاب عربية، وأخرى مشتركة للعرب ولليهود من أصول شرقية في إسرائيل».