الساحل الجنوبي بين خلدة والأولي وضع منذ مساء أول أمس تحت مجهر دوريات «مدنية». على مدار الساعة، يتناوب شبان متطوعون لمراقبة حركة سير الآليات المتوجهة إلى منطقة إقليم الخروب ويقطعون الطريق على أي منافذ التفافية. الناشطون اعتصموا أيضاً على مدخلي معمل سبلين وكسارة الجية من دون أن يقطعوا أي طريق، ولا سيما بعد ورود شائعات عن قدوم «كميونات محملة زبالة ومغطاة بالتراب للتمويه»، وعدم توافر صورة واضحة عن المواقع المستحدثة التي تحدث عنها وزير البيئة محمد المشنوق.
المعتصمون لم يترددوا في سؤال سائقي الشاحنات عن المكان الذي أتوا منه وما هي حمولتهم، وراحوا في بعض الأحيان يصعدون إلى الشاحنة برضى صاحبها لتفتيشها والتأكد من خلوها من أي نفايات. كذلك أجرى البعض اتصالات مع موظفين في معمل سبلين للتحقق من المعلومات، وقد لاقى الناشطون مساندة من شرطة بعض بلديات المنطقة.
يؤكد أدهم السيد، ناشط من برجا، أنّ المتابعة دقيقة والترقب على أشده وهناك نقاط مراقبة على طول خط الأتوستراد، فيما يُحكم شباب بعاصير وبرجا والجية السيطرة على مداخل كسارة الجية، ويرابط شباب سبلين وكترمايا وبرجا عند مدخل معمل سبلين حيث نصبوا خيمة هناك. ويشير السيد إلى أنّ الرؤية لا تزال ضبابية، وخصوصاً أنّ الشبان لا يثقون بكثير من بلديات المنطقة، لافتاً إلى أنّ أهم ما حققه الحراك هو أن القرار بات للناس ولا أحد يمون عليهم، والعدوى تنتقل من شباب برجا إلى كل شباب المنطقة، وهناك تنسيق تام بينهم. وكان عدد من الشبان قد أعادوا بصورة عفوية قطع الأوتوستراد الساحلي في الاتجاهين عند العاشرة إلّا ربعاً من مساء أول من أمس، بعد ورود معلومات عن أنّ الكسارة بين الجية وبعاصير ستكون أحد مواقع نقل النفايات. لكن سرعان ما نُفي الأمر، وفُتحت الطريق بعد تدخل من رئيس بلدية برجا نشأت حمية ورئيس لجنة البيئة في إقليم الخروب حسيب الخطيب.
في المقابل، يقول رئيس بلدية كترمايا بلال قاسم، إنّه يتفهم الحذر الذي يبديه الناشطون، لكن لا يمكن أن يبقوا في الشارع كل الوقت، لذا توجه اتحاد بلديات إقليم الخروب إليهم بالعودة إلى بيوتهم، وهو سيعين حراساً من البلديات على مداخل المعمل والكسارات، وهو يعقد اجتماعات مفتوحة لمواكبة أي جديد وللبحث عن حلول للأزمة.
في مكان آخر، في منطقة عين دارة تشتم رائحة استحداث مطمر على علو 2000 متر بين المديرج وضهر البيدر عند مدخل الكسارات، وقامت مجموعة من الناشطين بإقفال الطريق هناك مساء امس لمدة ربع ساعة. وعلّق الناشط روجيه حداد أنّ الحكومة لا تفهم سوى لغة الشارع، وسننفذ المزيد من التحركات بما أنّ كل المعلومات تشير إلى أنّ عين دارة ستكون أحد المواقع المطروحة لنقل نفايات جبل لبنان. وشرح حداد قائلاً: «بدأنا نلمس مثل هذا التوجه منذ إقرار ملحق خطة النفايات والحديث عن ترميم الكسارات بالعوادم».