شرّعت بيروت «أبوابها» أمام 400 مناضل وناشط للمشاركة في «الملتقى الدولي الرابع للتضامن مع فلسطين» الذي افتُتح أول من أمس بنسخته الرابعة التي حملت عنوان «كل القدس عاصمة لكل فلسطين». ما يميّز هذه النسخة وجوه الحاضرين فيها. وجه أم راشيل كوري التي كرّمها الملتقى أمس. راشيل، الفتاة العشرينية التي سحقت الجرافة الإسرائيلية جسدها، وهي تدافع عن أحد بيوت غزّة قبل خمسة عشر عاماً. كما كان لأم الشهيد توم هرندل حضورها اللافت، وهي تحمل صورة ابنها الذي استشهد خلال محاولته إنقاذ طفل فلسطيني من نيران الجيش الإسرائيلي. كثافة الوجوه المناضلة والمدافعة عن القضية الفلسطينية هي «ألق» المنتدى هذا العام، من أمهات الشهداء إلى الأمهات المناضلات، ومنهنّ لطيفة أبو حميد، التي تحمل في قلبها شهيداً وخمسة أسرى سابقين وأربعة محكومين بالسجن المؤبد، إلى الأسيرين محمد ومحمود البلبول اللذين يحضران المنتدى، بكل ما يحملانه من آلام ألحقها بهما إضرابهما لثمانين يوماً عن الطعام في سجون الاحتلال في عام 2015، إلى ملاك الغليظ، أصغر أسيرة محرّرة، إلى غيرها الكثيرات والكثيرين. كل تلك الوجوه، سيضاف إليها وجه جلعاد أتزمون، عازف الجاز الذي تخلى عن جنسيّته الإسرائيلية، والذي كان لحضوره وتكريمه أيضاً طعمٌ آخر. أمس، كرّم المنتدى المناضلين في خدمة القضية الفلسطينية، كما جمعيّات ناشطة في هذا المجال، من البرازيل وإسبانيا والهند والكويت. وكان لافتاً تكريم مارسيلو بوزيتو من البرازيل، ممثّل حركة «بدون أرض» والتي تعدّ الأكبر على مستوى عدد المنتمين إليها في العالم من المدافعين عن قضية فلسطين، والذين يزيد عددهم عن ثلاثة ملايين شخص. على مدى ثلاثة أيامٍ، يستضيف المؤتمر 400 شخصية تشارك في فعالياته. 300 ناشط ومشارك أجنبي مثّلوا حوالى 80 دولة حول العالم، و100 لبناني وفلسطيني. ولو أفسح المجال أكثر، لكن عدد الحاضرين أكثر بكثير، خصوصاً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار عدد المسجلين إلكترونياً والذي فاق الـ800 شخص. أما بالنسبة إلى برنامج المنتدى، فقد توزّع ما بين التكريمات وإقامة عروض مصوّرة وندوات عن وضع القضية الفلسطينية اليوم. ومن المفترض أن يقيم المنتدى حفلاً اليوم عند الثالثة من بعد الظهر، بإعلان مقرراته وتوصياته، على أن تختتم نشاطاته غداً مع الجولة الميدانية على القرى اللبنانية الحدوديّة المطلّة على الأراضي الفلسطينية. ويتخلل الجولة زيارة إلى الموقع الذي انطلقت منه مسيرة العودة عام 2011، في قرية مارون الرأس، حيث سقط عدد كبير من الشهداء. كما يتخلل النهار الطويل بيان باسم المؤتمرين يوجّه تحيّة، عبر الحدود، لصمود الشعب الفلسطيني. وكان المنتدى قد افتتح أمس بتكريم شخصيات عالميّة قدّمت الكثير من التضحيات في سبيل القضيّة الفلسطينية.