لليوم الخامس على التوالي، تواصلت الاشتباكات العنيفة في حلب (شمالاً) وإدلب (شمال غرب)، بين الجماعات المسلحة المعارضة وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، فيما توعدت الأخيرة بـ «سحق» خصومها. وتوجه المتحدث الرسمي باسم «داعش» الشيخ أبو محمد العدناني، في تسجيل صوتي، الى مقاتلي هذا التنظيم بالقول: «احملوا عليهم حملة كحملة (ابو بكر) الصديق واسحقوهم سحقاً وإدوا المؤامرة في مهدها وتيقّنوا من نصر الله». وتوعّد المقاتلين المعارضين بالقول «والله لن نبقي منكم ولن نذر ولنجعلنكم عبرة لمن اعتبر انتم ومن يحذو حذوكم». واعتبر ان « الائتلاف والمجلس الوطني مع هيئة الاركان والمجلس العسكري، طائفة ردّة وكفر (...) لذا فكل من ينتمي لهذا الكيان هدف مشروع لنا»، معلناً رصد «مكافأة لكل من يقطف رأساً من رؤوسهم».

في المقابل، قال مصدر في «الجبهة الاسلامية» لـ «الاخبار»: «إن ما يجري خرج عن السيطرة. عناصر الدولة جنّوا، بعملياتهم الانتحارية وإعدام كل من يظهر أمامهم»، مضيفاً انه «لم يكن يريد أحد الخوض في هذا الاقتتال، نحن مع كل من يحارب النظام. لكن أعمالهم أوصلتنا الى هنا». واعلنت «الجبهة» موافقتها على مبادرة «حقن الدماء» التي أعلنها أمير «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني، «شرط موافقة الدولة عليها».
وفي مقابل التوتر بين «الدولة» و«الجبهة الإسلامية»، أعلن امس عن اتفاق بين أحد أبرز مكوّنات الجبهة، «حركة احرار الشام»، وأمير «جيش المهاجرين» التابع لـ «الدولة الإسلامية» عمر الشيشاني، على مرور رتل عسكري يقوده الشيشاني في منطقة مسكنة (شرقي حلب)، من دون ان يتعرض أي من الطرفين للآخر. وهذا الرتل، بحسب مصادر معارضة، عائد من دير الزور إلى منطقة حلب، لمساندة مقاتلي «الدولة».
ميدانياً، اتّسعت رقعة المعارك خلال اليومين الماضيين في ظل ارتفاع عدد القتلى بين الطرفين الى أكثر من 270 بحسب الناشطين المعارضين بينهم «جهاديان» فرنسيان.
على صعيد آخر، تشهد قرى وبلدات دمشق وريفها تقدّماً للجيش السوري في المعارك. وأكد مصدر رسمي لـ «الاخبار» «أن الجماعات المسلحة فقدت تأثيرها في محيط العاصمة وريفها». وإذ أشار إلى أن الجيش حرّر مناطق عدة، لفت إلى أنه « يحاصر الارهابيين في ببيلا ويلدا والحجر الاسود». وتدور معارك في جوبر التي يشنّ الجيش عمليات عسكرية يومية فيها. وأمس، استهدف الجيش تجمعات للمسلحين في يلدا، حيث قتل عدد من مقاتلي «النصرة» بحسب ما أفادت وكالة «سانا» الاخبارية. ولفت المصدر «الى استمرار المفاوضات لإخراج الاهالي من بعض المناطق مثل ببيلا وبيت سحم والمعضمية، لكن المسلحين لا يزالون يرفضون ذلك».
كما شهدت دوما وحرستا قصفاً مدفعياً عنيفاً ضد تجمعات المسلحين، فيما لا تزال بلدة عدرا العمالية محاصرة من دون أي تقدّم، على الرغم من إجلاء عدد كبير من السكان. وذكرت مصادر عسكرية أن الجيش قضى على مقاتلين في «الجبهة الاسلامية» قرب بناء المطاحن في عدرا.
(الأخبار)