يدخل نادي العهد موسم 2018 ـ 2019 وعينه أولاً على كأس الاتحاد الآسيوي قبل الدوري المحلي، ولو أن البطولة الأخيرة تنتهي قبل أشهر من ختام البطولة القارية، إلا أن أدوارها الإقصائية تنطلق في الأسابيع الأخيرة من البطولة المحليّة. في الموسم الماضي، شارك العهد في البطولة العربية، واستطاع في ختام الموسم أن يفوز بالمسابقات المحليّة الثلاث. هذه المرّة يبدو العهد مرتاحاً أكثر، ومتنهباً لأخطاء السنوات الثلاث الأخيرة التي أبعدته عن اللقب القاري. تشكيلة لاعبيه هي الأقوى محليّاً، وقد تكون كذلك في المسابقة القارية أيضاً، ولو أن هذه السنة تشهد عودة الأندية الكويتية بعدما كانت أُبعدت عن المشاركة منذ نسخة 2015.حامل الثلاثيّة في الموسم الماضي بدأ هذا الموسم كما الذي سَبقه. خسر كأس النخبة وحقق كأس السوبر. هو ينافس على ثلاث بطولات، من بينهما كأس الاتحاد الآسيوي، البطولة التي يسعى العهد أن يكون النادي اللبناني الأول الذي يظفر بكأسها. في عهد رئيس النادي الحالي تميم سليمان، وصل الفريق إلى نصف نهائي المسابقة عام 2016، ثم حاول مرة أخرى بعد سنتين وخرج من الدور نصف النهائي لغرب آسيا، وهو اليوم يسعى أكثر من أي وقتٍ مضى إلى تحقيق الهدف الأسمى.
لقبٌ سابع في الدوري يطمح العهد إلى تحقيقه، لمعادلة أرقام نادي هومنتمن، والاقتراب أكثر من النجمة صاحب الألقاب الثمانية. «الأصفر» استطاع أن يفوز بالدوري سبع مرّات خلال السنوات العشر الأخيرة، ذلك إلى جانب فوزه بـ14 لقباً آخر في البطولات الأخرى خلال الفترة عينها، وقبلها حقق كأس لبنان مرتين. في الأرقام، لم يفز العهد باللقب ثلاث مرات متتالية، واكتفى بالحفاظ عليه مرتين. عموماً، لم يستطع أي فريق تحقيق هذا الأمر سوى الأنصار خلال سلسلة البطولات الـ11 المتتالية. لا يمتلك العهد تاريخاً طويلاً كالـ«الأخضر» والنجمة، إلا أنه بالتأكيد يكتب واحداً في الفترة الذهبيّة التي يعيشها اليوم.
مشواره في الدوري هذا الموسم يبدأ بلقاء نادي الصفاء «العنيد»، قبل خوض مباراتين خارج أرضه أمام الراسينغ والبقاع الرياضي ومن بعدهما الشباب الغازية في بيروت، ليصل إلى مواجهة الأنصار في الأسبوع الخامس. المواجهات في مرحلة الذهاب مع فرق المناطق، طرابلس والإخاء الأهلي عاليه والسلام زغرتا والتضامن صور، ستكون جميعها محسوبة على أرضه، ما يعطيه أفضليّة على حساب منافسيه، إلّا مهمّته ستصعب في المرحلة الثانية التي يخوض خلالها المسابقة القارية. سلسلة المباريات دون هزيمة التي توقّف العهد عند رقمها الـ47، لا تزال مستمرة في الدوري، إذ لم يخسر الفريق منذ 26 مباراة، تحديداً منذ سقوطه أمام النبي شيت في شباط/فبراير من عام 2017.
استطاعت الإدارة ومعها الجهاز الفني أن يحافظوا على الاستقرار في الفريق


كعادته، لم يُبرم العهد الكثير من الصفقات، ولو أنه كان أنشط في سوق الانتقالات هذه السنة من السنوات الماضية. بدأ حتى قبل ختام الموسم الماضي بالتعاقد مع مدافع التضامن صور حسن بيطار، واستقدم من بعده المهاجم البلغاري مارتن توشيف، مستعيداً خدمات لاعب الوسط الغاني عيسى يعقوبو. كذلك ضم الفريق الشاب حسين شور بتوصية من كابتن منتخب لبنان السابق رضا عنتر، إلى جانب الحارس هادي خليل (انتقل إلى الراسينغ بالإعارة)، حتّى أبرم أبرز التعاقدات عبر الصفقة التبادلية مع الأنصار التي انتقل بموجبها الدولي ربيع عطايا إلى بطل لبنان، بعدما استغنى النادي عن ثلاثة لاعبين دوليين، هم حسن شعيتو وحسن بيطار وغازي حنينه. بعد خسارة كأس النخبة، كان لا بد من تعزيز الخط الدفاعي، ونجح العهد في التعاقد مع كابتن المنتخب السوري أحمد الصالح، ليكون ثاني الدوليين الأجانب في الدوري اللبناني، برفقة مهاجم السلام زغرتا الموريتاني أمادو نياس. صفقتان مهمّتان أيضاً أنجزهما النادي، هما المدافع مصطفى كساب والمهاجم أكرم مغربي. الأول كان حصل على استغنائه من النجمة، والثاني انتهى عقده مع النادي عينه، وكان العهد وجهة كليهما. وقد تكون صفقة مغربي مهمّة من جانبٍ غير فنيّ أيضاً، إذ إن اللاعب ارتبط اسمه بالرقم 107 الذي يتغنّى به جمهور النجمة، وهو رقم الدقيقة التي سجّل فيها مغربي هدفاً في شباك العهد، حارماً الفريق من نقطتين، ساهمتا بشكل ما بخسارته الدوري في موسم 2015-2016. بشكلٍ عام، تضم تشكيلة العهد ستة لاعبين لبنانيين دوليين، إلى جانب السوري الصالح، هم مهدي خليل ونور منصور وهيثم فاعور وسمير أياس وربيع عطايا ومحمد حيدر، ولو أن الكثيرين يرون أن الفريق يملك لاعبين مؤهلين لتمثيل المنتخب، كحسين الزين وعلي حديد ومحمد قدوح. من هذه الناحية، استطاعت الإدارة ومعها الجهاز الفني بقيادة المدرب باسم مرمر، أن يحافظوا على الاستقرار في الفريق رغم وجود عددٍ لا بأس به من النجوم، في حين تخرج مشكلات اللاعبين في باقي الأندية إلى العلن. إدارة النادي تعمل بشكل محترف مع اللاعبين الذين لهم أسماؤهم في العهد، في الوقت عينه. وهذا الاحتراف ينسحب أيضاً على الطريقة التي يخرج من بعدها هؤلاء اللاعبون من النادي، كما حصل مع عباس عطوي «اونيكا» الذي كرّمته الإدارة، الأمر نفسه فعلته مع عباس كنعان وحسن شعيتو، الذين انتقلوا إلى أندية أُخرى.
على صعيد اللاعبين أيضاً، لم يتمكّن أي «عهداوي» من تحقيق لقب هدّاف الدوري منذ حسن معتوق في موسم 2010-2011، وهو يأمل في أن يجد ضالّته في البلغاري توشيف، ولو أنه لم ينجح في تسجيل أي هدف خلال المباريات الأربع التي لعبها مع الفريق.
أمرٌ مهمٌ يعيشه النادي في الآونة الأخيرة، هو ازدياد عدد جماهيره في كل موسم، حتى باتت تفوق الأعداد التي تحضر على مدرجات الأنصار في بعض المباريات. «الأصفر» الذي كان يرفع الألقاب بحضور أهالي اللاعبين وبعض المشجعين، صار لديه قاعدة جماهيرية تفرض عليه الضغط المُمارس على منافسيه النجمة والأنصار. رغم أن جمهوره كان يصفّق للفريق عقب الخسارة أمام «النبيذي» في كأس النخبة، إلا أنه لن يكون متساهلاً في حال ضياع اللقب الآسيوي مرة جديدة، خاصة أن العهد يُعد من بين المرشّحين للفوز بالكأس القارية. عمل إدارة النادي وروابط الجماهير في استقدام المشجّعين في السنوات الأخيرة أثمر في التخلّص من «عقدة» كانت الأندية المنافسة تُعاير العهد بها.
يبدو العهد في مستوى مغاير لمنافسيه من حيث نوعية اللاعبين والاستقرار الفني والإداري والمادي، إلا أنه رغم ذلك لم ينجح بحسم اللقب باكراً في السنوات الأخيرة، ذلك لأن الدوري اللبناني بطبيعته وبـ«مرفقاته» الرياضية لا يعرف الفارق بين فريقٍ قويّ وآخر ضعيف.