لعلّ العبارة الأكثر إشكالية هي «القناة/ الصحيفة/ الإذاعة/ الموقع الأول في لبنان». عبارة انتهت صلاحيتها مع صعود عامل البرمجة في ميزان نسبة المشاهدة على ما عداه من اعتبارات. خلال السنوات الماضية، نُشرت أرقام و«طوّبت» وسائل اعلامية في الصدارة، فثارت ثائرة القنوات المتضررة. وحتى اليوم، ما زالت الدعاوى قائمة بين، «الجديد»، «المستقبل» وmtv من جهة، و«ايبسوس» من جهة أخرى. انتقادات في «احتكار السوق وتزوير الأرقام والنتائج» يرد عليها ادوار مونان (الصورة) بأنّ «نظام» الشركة غير قابل للخرق، فـ «نحن شفافون والرقم الذي يخرج من عندنا لا يخضع لأي تلاعب».
ودعا الى الاستفسار عن النتائج بدلاً من لوم الشركة. ويقول كريستيان صعب إنّ «الإحصاء مؤشر لا دراسة كاملة»، مضيفاً أنّ هناك مدققاً عالمياً تجري الاستعانة به كل سنتين لإصدار تقرير شامل عن عمل الشركة الفرنسية.
«القضية مفتوحة مع ايبسوس» هكذا اختصر المدير العام لـ nbn قاسم سويد الحديث عن الدعوى التي رفعتها المحطة اللبنانية ضد الشركة منذ 2004. وما زال بتّ تهمة «عدم الشفافية والاحتكار» التي وجّهت لـ «ايبسوس» عالقاً في المحاكم. يشرح بأنّ المشكلة تكمن في «المعايير» و«العينات الممثلة التي تختارها الشركة»، شاكياً من عدم امتلاك قناته خارطة توزُّع جهاز القياس التلفزيوني على المنازل مع التشكيك في عددها الفعلي على الأرض. صحيح أنّه يعترف بأنّ nbn لا تصل الى المنافسة على المراتب الأولى، لكنه يتساءل: «كيف لقنوات أن لا تتزحزح عن مرتبتها مهما كان البرنامج الذي تقدمه؟». ويكشف أنّ القناة استثمرت في رمضان قبل ثلاث سنوات في عملين دراميين كبيرين «كاختبار لنتائج الإحصاء». ومع ذلك، غابت nbn عن الخارطة نهائياً، مطالباً بحصة القناة بحقّها في الحصص الإعلانية (من 3 الى 4 %) التي حجبت عنها بسبب أرقام Ipsos.
تفنّد محامية «الجديد» مايا حبلي الصراع مع «ايبسوس»، مركزةً على الشق التقني في إجراء الدراسات، وسط ما وصفته بـ «نقص المعدات وشكوك حول عدد المنازل التي وُضع فيها جهاز القياس». وبناء على ذلك، رفعت «الجديد» دعويين: واحدة عاجلة تدعو إلى وقف إصدار الإحصاءات عن القناة لمدة عام، وهذا ما حدث في 2005 ودعوى ثانية تطالب بتعويضات مالية في انتظار ايفاد خبير يحدد الأضرار. وهذا ما يتطلّب بحسب حبلي ميزانية كبيرة في ظل الاختناق الذي أصاب المحطة وسواها في حجب السوق الإعلاني عنها. وسط ذلك يضع المدير العام للقناة ديمتري خضر آماله على شركة GFK (الأخبار 22/11/2013) التي «تتمتع بشفافية عالية بشهادة أهل اللجنة الجامعة للإعلام والإعلان».